شرفات

المؤتمر السنوي لاتحاد الكتاب العرب من أجل مشروع للمؤتمر العام

 

يفترض أن ينعقد خلال أسابيع المؤتمر السنوي لاتحاد الكتاب العرب في سورية، وهو محطة سنوية ينشغل فيها الكتاب السوريون بمناقشة أوضاعهم التنظيمية والقضايا التي تواجههم، وفي أكثر من عشرة مؤتمرات سنوية شاركت فيها، كانت الملاحظة الأساسية التي يمكن تسجيلها على أداء هذه المؤتمرات هي: انشغال أعضاء المؤتمر في تفاصيل إجرائية وفقدان بوصلة العمل الثقافي في جوهره القائم على أداء متطور يتعلق بالطليعة الاجتماعية التي تؤطر الحراك الحضاري!

نعم، لابد من الاعتراف بهذه السلبية، لأن المهمات المتعلقة بالكاتب السوري، ليست في التفاصيل الإجرائية أبداً، فهذه مهمة تتعلق بأداء قيادة الاتحاد. والغريب أن قيادة الاتحاد يمكن أن تتحاشى ذلك بنشر التقارير المتعلقة بتلك التفاصيل وتحسمها قبل وقت كافٍ، ولكن ذلك لا يحصل، فهم يتأخرون بها دائماً، ولا ينشرونها إلا في أجواء المؤتمر.

يعرفون هذه النقطة، ولايتداركون سلبياتها.

نحن الآن بلا مشروع ثقافي جديد يواكب الحالة الوطنية، وهذه نقطة مهمة، نحن ككتاب نفتقد حيوية إنتاج مشروع ثقافي متكامل وتجديده، ولأن مثل هذا المشروع هو جزء من العملية الوطنية، لا يمكن صياغته والاتفاق عليه من دون حوار، أي لايمكن أن يكون مشروعاً حيوياً بطريقة الارتجال يستعيد جُملاً مكررة.

إذا لم يكن النقاش متاحاً في زمانه ومكانه وفسحته التي يحتاجها من الوقت، فأين سيجري هذا الحوار؟

هل سيجري في قاعة المؤتمر، وفي عدة ساعات ينسحب فيها كثيرون، ويتبقى عدد ضئيل ينتظر التصويت؟

لا أبداً، ذلك يجري عبر تخصيص منبر خاص بأعضاء الاتحاد، يتم من خلاله نشر مبادئ عامة لهذا المشروع، ومن ثم طرحها على الأعضاء وإقامة ندوات حولها، ولا بأس من مشاركة الجهات الثقافية والسياسية فيها.

هذا المنبر مفقود في اتحاد الكتاب العرب، وتحتاج أدبياته إلى صيغة تتفاعل فيها وجهات نظر كفيلة بزرع بذور قادرة على إنضاج أفكار جوهرية تناقش واقع الاتحاد وتسعى إلى تجديد أدواته الثقافية وتفعيل العلاقة بين المثقف والناس.

وهنا، أستعيد الضجة الكبيرة التي شهدها المؤتمر السنوي السابق، حول حجب الثقة عن رئيس الاتحاد السابق، فنحن كنا أمام صخب، لم ينتج عنه أي حوار ليحدد مسؤولياتنا بشكل كامل، ويكشف الحقائق ويحدد السلبيات التي قد تستمر وتزيد التعقيد، لقد كنا ننتظر تسريبات صحفية من هنا وهناك، أو همساً متفرقاً، من أجل أن نعرف مايجري ومايأتي من تداعيات، وذلك يمكن أن يخلق سحابة رمادية فتضيع الحقائق، حتى إن العلاقة مع اتحاد الكتاب والأدباء العرب، مرت بأزمة، ولم يعرف أعضاء الاتحاد تفاصيلها أو الموقف منها.

أليس من حقنا أن نسأل:

كيف يعيش الاتحاد حالة من هذا النوع من دون أن يبادر كتّابه للمساجلة حوله؟ ثم أليس في ذلك مايدفع إلى عمل نوعي جديد؟

إن انعقاد المؤتمر السنوي، خلال الأسابيع القادمة، فرصة لوضع أسس وأوراق عمل جدية للمؤتمر العام القادم، ويتطلب ذلك:

– تشكيل لجنة لصياغة مشروع ثقافي وطني.

– تشكيل لجان تواصل ومتابعة مع الجهات الإعلامية والثقافية الأخرى تهدف إلى وضع أسس لنشر ثقافة وطنية تنويرية، وتيسير السبل لترويجها.

– الإعداد لبرنامج تلفزيوني، وآخر إذاعي، يكون وسيلة متطورة للتفاعل الثقافي بأدوات جديدة.

– تنظيم أنشطة عربية تبادلية لنقل وجهة نظر المثقف السوري إلى الأجواء الثقافية الأخرى.

– إقامة زيارات متبادلة للكتاب العرب لسورية، وزيارات كتاب سوريين إلى البلدان العربية.

– سد الثغرة المالية في الاتحاد، وسحب البساط من تحت الرديء مما ينشر.

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى