توصيات الاستخبارات العسكرية للحكومة: إسقاط «حماس» وتوطين أبناء غزة في سيناء
تشكّلت الأجهزة الاستخبارية لدى العدو مع إنشاء الكيان. ومن ضمنها جهاز الاستخبارات العسكرية «أمان»، الذي يتبع مباشرة رئيس الأركان، التابع بدوره لوزير الدفاع. ومن مهامه توفير المعلومات الاستخباراتية اللازمة للجيش كما للمجلس الوزاري المصغّر، ومهمّته تحذير المستويين السياسي والعسكري من نشوب حرب، أو شن عمليات ضد إسرائيل. ولفت الانتباه إلى تطوير أعداء إسرائيل لأسلحةٍ «غير تقليدية»، وتأمين المعلومات الاستخباراتية للمساعدة على تحييد هذه الأسلحة. كما يؤمّن معلومات استخباراتية فيما يتعلّق بالتسويات السلميّة والتوجّهات السياسية أيضا.
توصيات الاستخبارات العسكرية للحكومة: إسقاط «حماس» وتوطين أبناء غزة في سيناء
كما يمكن لهذا الجهاز تنفيذ عمليات خاصة، وتطوير المنظومات والوسائل التكنولوجيّة. وتجهيز تقنيات مهنية لأجهزة الاستخبارات الأخرى بالجيش الإسرائيلي أيضاَ . إضافةً إلى دعم مجال الأمن المعلوماتي في الجيش الإسرائيلي. إلا أنه بفضل قدراته الكبيرة في مجال جمع المعلومات، فهو ينفّذ مهامّ وطنية خارج إطار الجيش، لمساعدة المستويين السياسي والأمني أيضا.
على المستوى الإستراتيجي، يتمحور دور «أمان» في تقدير نيّات وقدرات العدو. لكنّ توصياته غير ملزمة للجيش والقيادة السياسية. ويتفاوت تأثيرها على القرار السياسي من مرحلة إلى أخرى. إلا أنه في الساحة الفلسطينية، فإنّ لجهاز «الشاباك» دوراً وتأثيراً كبيرين، وله الكلمة العليا. وأثبتت تجارب سنوات طويلة أنّ توجهات الحكومات الإسرائيلية لم تتطابق مع توصيات الاستخبارات العسكرية في الموضوع الفلسطيني تحديداً.
وبعد اندلاع الحرب وتنفيذ «حماس» لعملية «طوفان الأقصى» التي فشل الجهاز نفسه في الحصول على إنذارٍ مسبق حولها، بادر جهاز «أمان» إلى إعداد ورقة تضمّنت تصوّراً لكيفية إدارة أهداف العدوان على غزة. كما وركّزت على فكرة تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء. وعرضت لمخاطر الحلول البديلة أيضا.
واعتبر معدّو الورقة، أنّ إسرائيل مطالبة بأن تقرّر الهدف السياسي المتعلّق بسكان غزة، بالتوازي مع إسقاط سلطة «حماس». تعرض الورقة ثلاثة خيارات في ما يخص مستقبل سكان قطاع غزة. وتمّت دراسة الوجهة ربطاً بالنواحي العملانيّة والميدانية والشرعية أيضا. إضافةً إلى إحداث «تغيير أيديولوجي وإدراكي» في سكان غزة حيال اليهود وإسرائيل.
تنشر «الأخبار» بتصرّف، غالبية ما ورد في الورقة التي أعدّها الجهاز المذكور بعد أسبوعين على بدء الحرب.