رسالة مفتوحة إلى “عماد نداف”
رسالة جعلتها مفتوحة كي يقرأها أكبر عدد من الناس رسالة إلى “عماد نداف” الكاتب المبدع المعروف و زميلنا في موقع بوابة الشرق الأوسط الجديدة .
أعترف أن الزمن و الشيخوخة أبعداني عن كثير من الأسماء غير أنني بدأت أستعيد ذاكرتي و أنا أقرأ خواطر زملائي في ذلك الموقع .. و من هنا بدأ إسم “عماد نداف” يعود إلى ذاكرتي و بدأت أشعر أن رابطة ما روحية على الأغلب تربط ما بيني و بين هذا الكاتب حين قرأت له خاطرة جذابة أسرتني عن شجرة ياسمين مهجورة في بيت مهجور و لكن شخصا يسقيها في أوقات محددة ، و هكذا ظلت شجرة و تحمل الأزهار العطرة .
هكذا إرتبطت ب “عماد نداف” أقرؤه كل أسبوع بشغف و أكتشف خاطرة بعد أخرى أن رابطة حميمة بدأت تربطني به ، صحيح أنه نشر خاطرة عنوانها ( قبعة شوقي بغدادي على رأسي ) غير أن خاطرتي هذه ليست جوابا على الخاطرة تلك بل على عماد نداف نفسه ، فيا عماد لقد إجتمعت بك أخيرا وجها لوجه و أنت بثيابك التي كانت تشبه ثياب الكتّاب المحترفين الذين لا يجدون وقتا كافيا لتغيير ملابسهم حسب المناسبات.
هذه واحدة..و الأخرى أنني عرفت أنك تنشر بإستمرار في جريدة الحزب الشيوعي السوري ( النور) التي كنت أنشر فيها ثم توقفت لأسباب تخصني وحدي و لا أريد الخوض فيها هنا ، كما إكتشفت من هذه المعلومة أنك كاتب تتعيش من خلال كتاباتك وحدها.
يا عماد… ها أنذا أضع قبعتك على رأسي، لا لأنك فعلتها معي فأنا لا ألبس القبعات ، و لكن العنوان مدّني بمعلومة عنك كشخص لا ككاتب فقط.. شخص يعيش من الكتابة ، فهو قريب جدا من الناس الذين يكتب عنهم .. كما هو قريب من الطبيعة التي أسرت إنتباهه من خلال ياسمينة مهجورة .. و لكنها مازالت تعيش كأنها ترمز إلى سوريا بأكملها التي باتت كالمهجورة بعد أن غادرها الكثيرون من سكانها ، و لكن الأمل بإعادتها إلى حياتها المنشودة لم يمت بعد .
هذا هو أنت يا عماد إذن .. صديق البشر و الطبيعة و الحياة الخلاقة .. لك موهبتك التي تحسن إستخدامها ، و لكن الآخرين يحسنون أيضا إستخدام هواياتهم الثقافية حين يقرؤون عماد نداف…
لا أقول أحبك فقط.. بل أحييك لأنك غدوت في وجداني نموذجا حيا للكاتب الذي أحب أمثالـه من الـكتـاب الذين أحببتهم طوال عمري من خلال الرموز التي كانوا يمثلونها دوما ..الكاتب الذي وظّف مواهبه كلها للكتابة …
ليتني كنت مثلك يا عماد!…