هذه الأديان الثلاثة
هذه الأديان الثلاثة..حين تقارن اليوم بين سلوك اليهود والمسيحين والمسلمين لا بد أن نلاحظ أن تاريخ هذا السلوك حافل بالخطايا والذنوب التي تدل على أن الذين عملوا حقاً في تصرفاتهم حسب الأيات الحكيمة في مراجعهم الدينية هم قلة تكاد لا يقام لها وزن في حساب التقديرالحسن ..فما ارتكبه اليهود من آثام قديمة أو حديثة، وعلى الأخص مما يسمى الآن بإسرائيل حيث إغتصب اليهود الأرض بالقوة والخداع على أنهم أصحاب الأرض منذ آلاف السنين مع أنهم إحتلوها أو إغتصبوها من أهلها الكنعانيين بالعنف، فأين إذن ما تقوله الوصايا العشر أو التوراة و التلمود من عظات لم يعمل بها أحد إلا النادر من الصالحين .
و حين نتحدث عن المسيحيين يدهشنا فعلاً كيف أن الدين الذي ألح أكثر من غيره من الأديان على المحبة والغفران واحترام الحياة ومع ذلك فإن تاريخ المسيحية منذ أن صارت دين الدولة الأمبراطورية الرومانية تتحول فيه المسيحية إلى دين آخر عصت بكل ما دعا إليه المسيح من محبة و تسامح إلى دين آخر ترتكب فيه أفظع أحداث العنف الوحشي ضد الذين تأخروا في قبول المسيحية حتى و لو تأذت سمعتهم. إذ لم يهدأ جبروت السلطات المسيحية التي اتحدت مع الكنيسة في إستخدامها العنف بعكس ما دعا إليه المسيح حتى بعد انفصال الدين عن الدولة بعد الثورة الفرنسية عام 1789 إذ تلوثت هذه الثورة بما ارتكب فيها من العنف الوحشي أمداً طويلاً في بلادها كما في المستعمرات التي سيطرت عليها .
و قد حدث للمسلمين ما يماثله هذا التاريخ الوحشي منذ اغتيال ثلاثة من الخلفاء الراشدين ولم ينج منهم سوى ” أبي بكر الصديق “. ومنذ ذلك الحين عبر العصور التي تلت إلى أيام حكم العثمانيين لا نجد إطلاقا عهداً جديراً بأن يدعى بحق ” عهد الإسلام” الذي دعا إليه الرسول المسلم . و هكذا مع إنتشار الفساد والخداع والقسوة والتجاهل إنحطت الأمبراطورية الإسلامية منذ أواسط القرن الرابع الهجري حتى أيامنا الحافلة بما تكتبه الحكومات الإستبدادية المسماة ” إسلامية ” وعلى الأخص بما تقوم به منظمات مثل ” طالبان ” و ” داعش ” و غيرهما في تعاملها مع خصومها أو مع ” المغضوب عليهم ” من أتباعها الأقسى والأوحش في أساليبها الخارجة عن الإسلام !…
هذه هي دنيانا الآن !..فأين هي العبادة الدينية التي تسمح عن الجنس البشري – كما قيل – فإذا هي تبدو كأنها دين يدعو إلى إستخدام العنف الوحشي وكأنه نظام إلهي ولا علاقة له بأي إله سوى العنف الوحشي..!