إلى أين نحن ذاهبون؟ (1)
إلى أين نحن ذاهبون؟ … هذا ما جرى ذات يوم حين بادر بعض الحاضرين في نقد الحضارة البشرية ثم جواب المعارضين لهذا النقد عبر نقاش حار عاصف بين الجانبين .. جانب يتهم الحضارة القائمة بأنها ترتكب أخطاء جسيمة في حق البشرية حين نرى مثلا أن السيارات و الطائرات و المحركات تسمم الأجواء أكثر فأكثر بما تنعثه من دخان يسمم الفضاء و كما تصنع المعامل الضخمة المتكاثرة و على الأخص في المصانع الأمريكية و الأوروبية و بعض البلدان الآسيوية و الأفريقية و ما يقطع البشر من أشجار الغابات و من فساد أخلاقي ترتكب جرائم السرقة و القتل و أصناف الإحتيالات الكبرى على القوانين و غيرها من أخطار تهدد الحياة على كوكب الأرض التي نعيش فوقها إلى كوكب جاف خال من الحياة شبيه بأمثاله من الكواكب التي تحيط بالشمس ..
كان معظم هذا التحليل – الذي تبناه بعض الجالسين بل أكثرهم – أشبه بإدانة صريحة للمشيئة الإلهية الغاضبة على البشر ، و أن هذه المشيئة لم تتدخل في إيقاف هذه الأخطار رغبة منها في تحويل الكون نفسه إلى مشروع آخر لن تعرفه أجيالنا و لو طال إحتضار الأرض آلاف السنين..
هذا مصيرنا أخيرا كما كان يبدو لهؤلاء الناقمين و الخائفين إذا لم نقل والكافرين بعطف الله على مخلوقاته تمهيدا لتحسين البشر إلى نوع آخر سوف يتكرر مع الزمن و أن البشر لن يتحولوا إلى جنس آخر أفضل مهما طال الزمن ..إن لا..إن الله في رأي هؤلاء أشبه بصانع لا يملك الموهبة الكافية أو الرغبة الغاضبة في تحسين ما يمكن تسميتهم بالخارجين على القانون و الذين يستحقون العقاب على سلوكهم السيء الذي لم يتحسن قيد أنملة بل هو يزداد سوءا و فسادا إلى أبد الأبدين!..
– للحديث صلة في الأسبوع المقبل –