استراحة مع كتاب
استراحة مع كتاب
” نحن معك يا ألكسندر.. نمتطي صهوات خيولنا، نزور كل ساحات فرنسا ونحن نحلم ثم نحلم”.. كانت هذه كلمات الرئيس الفرنسي جاك شيراك عام 2002، في ذكرى مرور مئتي عام على ولادة أكثر الناس شغفا بالتاريخ واستحقاقاته.
ألكسندر دوما، الملقب بالشيطان الأسود، بسبب لون بشرته، كان مدهشا في كل شيء. حياته المثيرة كانت آسرة، زيجاته، وعلاقاته ومغامراته العاطفية، وانزياحاته السياسية جعلته محطة إعجاب مثل نبيل ليس ككل النبلاء، حتى أن الكاتب المسرحي الإنكليزي واتس فيليبس. قال عنه “هو أكثر الناس كرما وطيبة في العالم. كما كان أكثر الناس حُبّا للبهجة والتسلية وأكثر مخلوق مزهو بنفسه على وجه الأرض. مثل لسانه كمثل طاحونة هوائية – لا تعرف متى ستتوقف عن الحركة ما أن يتم إطلاقها، خاصة إذا كان الموضوع عن شخصه”.
ما أروعك يا ألكسندر، وأنت ترتشف الكلمات كما يرتشق ويتمنطق أبطالك سيوفهم المسلولة بأزيائهم الأنيقة وحركاتهم المدهشة فوق الممرات المخملية في شيء يشبه راقصي التانغو كما لو أننا في عصر فيفالدي.. كنت أنيقا في كل شيء يا سيد الكلمات.
ألكسندر دوما، أو الرجل الذي أراد أن يقول كل شيء، ولم يقل شيئا.. انتقمت لأبيك وتاريخك.. من قال إن الكتابة ليست فعل انتقام؟
رواية ” الفرسان الثلاثة” تدهش قراءها في كل عصر ومصر، إلى درجة أن صنفها النقاد والدارسون من أجمل قصص التاريخ، وصنف الفرنسيون صاحبها وتوجهوه على رأس من باتوا يعرفون برواد المسرح التاريخي، لما لدوما من قدرة على استلهام الماضي و توظيفه في خدمة الحاضر.