ماذا تبقى من سوريا ؟!
ماذا تبقى من سوريا ؟!
و أنا أراجع في قراءاتي صحافتنا القديمة كما في مجلة ” النقاد ” في عددها المؤرخ ١٩ تشرين أول ١٩٤٩ في العنوان:
(( مجلسان نيابيان ووثلاث عشرة وزارة
في ست سنوات
……و إذا ظل الحال على ما هو عليه اليوم ، و إذا كانت الإنتخابات للجمعية التأسيسية . التي ستنقلب إلى مجلس نيابي على ما يقولون .ستخرج هذه الأمة نوابا من مختلف الألوان والأحجام، والأشكال لا وحدة تربط ما بينهم فقد يفقد الناس الكثير من إيمانهم بالمستقبل . و نرجو الله مخلصين ان تكذبنا الحوادث وتبقى هذه الثقة في نفوس المؤمنين)).
مر على هذا الكلام أكثر من سبعين عاماً وها هي سوريا اليوم تجيب بما يشبه الإعتراف. بأن كل المحاذير التي تنبأ بها المقال ينبئنا أن سوريا مقبلة فعلاً على حدوث ما توقعته. تلك المقالة القديمة فها هم أكراد سوريا والعراق وقد تآخوا ضد سوريا يسيطرون على مساحة هامة من شمال شرقي سوريا حتى الآن . وها هم الأتراك يغتصبون أرضاً تمتد من الساحل السوري غرباً إلى حدود الأراضي الكردية شرقاً بعرض ثلاثين كيلو متراً بحجة أن تركيا تحافظ على هذه المنطقة . كي تعيد اللاجئين لديها إلى وطنهم، فإلى متى ستسيطر تركيا على هذه المنطقة وقد إنسحب منها الأميركيون الذين يسيطرون حتى الآن على المنطقة . التي تقع فيها آبار البترول السوري بإسم “حراسته ” و تضيفه إلى ثروتها النفطية الأميركية ، وفي الشرق دير الزور شرقاً تخضع حتى الآن لمجموعة من المرتزقة بينهم جماعة داعش وقوات أخرى مغامرة غريبة… و في جنوب البلاد تترنح محافظة درعا للمغامرات الدخيلة عند حدود البلاد مع الأردن إلى عند درعا المهددة أيضاً بالضياع ؟..
ماذا تبقى إذن من سوريا حراً مستقلاً عن كل هؤلاء؟
و ماذا يعني كل هذا ؟ لم يبق سوى حلب و حمص و حماة و دمشق و بعض الساحل الذي تسيطر على جزء هام منه قرب طرطوس قوات روسية متزايدة …
هل ستعود سوريا إلى حجمها الطبيعي أم أنها ستخسر أكثر فأكثر ، و ليس لهذا من معنى سوى أن سوريا كلها مهددة بالضياع كما توقعت مجلة ” النقاد” قبل سبعين عاما .
ويلاه ! ماذا بقي لنا من وطننا سوى الأنقاض؟!.