تحليلات سياسيةسلايد

إسرائيل تبدأ حربا برية على جنوب غزة

حماس تؤكد أن مقاتليها اشتبكوا مع قوات إسرائيلية على بعد كيلومترين تقريبا من مدينة خان يونس في الجنوب.

 

قال الجيش الإسرائيلي إن قواته البرية تواجه مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في أنحاء قطاع غزة، في أوضح إشارة حتى الآن على بدء الهجوم البري المقرر على جنوب القطاع المكتظ بالنازحين في الوقت الذي أدى فيه قصف إسرائيلي إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين فيما شددت الحركة على ان 70 في المائة من القوات الإسرائيلية انسحبت من شمال قطاع غزة.

وقالت حماس إن مقاتليها اشتبكوا مع قوات إسرائيلية على بعد كيلومترين تقريبا من مدينة خان يونس في الجنوب.

وذكر سكان بخان يونس أن بوسعهم سماع دوي نيران الدبابات وأنهم يخشون من أن إسرائيل تجهز هجوما بريا جديدا، وكان كثيرون منهم قد انتقلوا بالفعل إلى المدينة للفرار من هجمات سابقة.

وفي وقت سابق، طلب الجيش الإسرائيلي من السكان إخلاء بعض المناطق في المدينة وبالقرب منها، لكنه لم يعلن عن أي هجوم بري جديد على الجنوب.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري للصحفيين في تل أبيب “الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد مراكز حماس في كل قطاع غزة”. وتابع “القوات تواجه الإرهابيين وجها لوجه وتقتلهم”.

وفي وقت مبكر الاثنين، نقلت وسائل إعلام تابعة لحماس عن خدمات الطوارئ قولها إن غارة إسرائيلية أدت إلى مقتل ثلاثة من عمال الطوارئ المدنية في مدينة غزة في شمال القطاع الساحلي.

وأدت هجمات على السفن في جنوب البحر الأحمر أمس إلى زيادة المخاوف من اتساع رقعة الصراع.

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن ثلاث سفن تجارية تعرضت لهجوم من جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران في المياه الدولية بالبحر الأحمر، وأن مدمرة أميركية تعمل في المنطقة أسقطت ثلاث طائرات مسيرة استجابة لنداءات استغاثة.

وقال متحدث باسم الحوثيين إن البحرية التابعة لهم هاجمت سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر بطائرة مسيرة وصاروخ، لكن متحدثا عسكريا إسرائيليا قال إن السفينتين ليس لهما أي صلة بإسرائيل.

وكان مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع الذي تديره حماس من المواقع التي قُصفت. وقال متحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن عدة أشخاص قُتلوا جراء غارة جوية إسرائيلية هناك.

وأظهر مقطع مصور لآثار القصف فتى مغطى بالغبار ويبكي وسط أنقاض مبان منهارة حيث صرخ بصوت متهدج “أبوي استشهد”. ووقفت فتاة ترتدي سترة وردية ومغطاة أيضا بالغبار وسط أكوام من الأنقاض.

وقال سكان إن قصف المدفعية والطائرات الحربية ركز أيضا على مدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع، وتواجه المستشفيات صعوبة بالغة في التعامل مع تدفق الجرحى.

واكد قيادي في كتائب القسام الاحد بان 70 في المائة من القوات الإسرائيلية انسحبت من شمال غزة فيما لم يؤكد الجانب الإسرائيلي هذه المعطيات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين مقتل 3 جنود خلال المعارك البرية ضد الفصائل الفلسطينية شمال ووسط قطاع غزة حيث قال في بيان إن “الرقيب أول نيريا شاعر (36 عاما) قتل في معارك اندلعت أمس (الأحد) وسط قطاع غزة، فيما قتل الرقيب أول بن زوسمان (22 عاما) والرقيب بنيامين يهوشوع نيدهام (19 عاما) في معارك شمال قطاع غزة”.

وذكر البيان أن نيدهام قتل أمس، فيما لم يعلن اليوم الذي قتل فيه بن زوسمان.

وفي السياق، ذكر الجيش أنه بذلك يرتفع عدد قتلاه منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 401 جندي وضابط.

وقال إيلون ليفي المتحدث باسم حكومة إسرائيل إن الجيش قصف أكثر من 400 هدف في مطلع الأسبوع “بما في ذلك ضربات جوية مكثفة في منطقة خان يونس” وإنه قتل أيضا “مسلحين من حماس ودمر بنيتهم التحتية” في بيت لاهيا في الشمال.

وتجددت الحرب يوم الجمعة عقب انتهاء هدنة استمرت أسبوعا في القتال بين القوات الإسرائيلية وحماس، مما سمح بتنفيذ اتفاق التبادل بين إسرائيل وحماس. وأفرجت إسرائيل بموجب هذا الاتفاق عن 240 فلسطينيا من سجونها وفي المقابل أطلقت حماس سراح 105 من المحتجزين لديها.

وقال متحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف جيمس إلدر الإثنين إن الهجمات على جنوب غزة “لا تقل وحشية عما تعرض له الشمال”، موضحا أن الوضع في جنوب القطاع “يزداد سوءا بالنسبة للأطفال والأمهات”.

وأعرب في تدوينة علي منصة “إكس” عن قلقه من “وحشية” الهجمات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة.

وأدان الصمت تجاه ذلك مضيفا “صوتك مهم يجب أن نؤمن بأننا قادرون على أن نكون جزءا من وقف الحرب على الأطفال، فالصمت تواطؤ”.

وأمس، استنكر متحدث اليونيسيف الهجمات الإسرائيلية على مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وقال في مقطع مصور نشره علي حسابه الرسمي علي منصة “إكس” إنه “عاجز عن وصف حجم الرعب الذي يلحق بالأطفال هناك”.

وتابع على هامش زيارة يجريها لمستشفى ناصر الطبي بخان يونس “بكل ضمير حي، لا يمكننا أن نسمح باستمرار هذه الحرب على أطفال قطاع غزة”.

واندلع العنف مجددا على الرغم من مناشدة الولايات المتحدة إسرائيل تجنب إلحاق مزيد من الأذى بالمدنيين الفلسطينيين في المرحلة الجديدة من هجومها الذي يتركز على الجنوب.

وأجرت كاملا هاريس نائبة الرئيس الأميركي اتصالات هاتفية مع كل من الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس الأحد. وأكدت هاريس على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ودعم الولايات المتحدة لحل الدولتين الذي يمنح الشعب الفلسطيني الحق في تقرير المصير.

وقال مكتب هاريس إنها “أكدت مجددا على مخاوفنا بشأن الخطوات التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر بما في ذلك عنف المستوطنين (الإسرائيليين) المتطرفين”.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 15523 قُتلوا خلال شهرين تقريبا من الحرب التي اندلعت بعد شن حماس هجوما مباغتا عبر الحدود على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن هجوم حماس أفضى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة لا تزال حماس تحتجز 136 منهم.

واتهم أسامة حمدان، القيادي بحماس المقيم في لبنان، إسرائيل باتباع استراتيجية متعمدة لإجبار المدنيين في غزة على التوجه جنوب القطاع من أجل محاصرتهم وقتلهم هناك.

وقال للصحفيين إنه لا توجد مناطق آمنة للنازحين إلى الجنوب، مضيفا أن الدعوات المتكررة من الجيش الإسرائيلي للمواطنين بالتوجه جنوبا ما هي إلا خطة وفخ متعمد لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين العزل وانتهاكات حقوق الإنسان، دون أن يقدم أي دليل على ذلك.

وقال سكان غزة إنهم يخشون من أن هجوما بريا إسرائيليا على مناطق الجنوب بات وشيكا. وتابعوا أن الدبابات قطعت الطرق التي تصل خان يونس بدير البلح في وسط غزة، ما يقسم القطاع إلى ثلاث مناطق.

وأمر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بإخلاء عدة مناطق في خان يونس وحولها، ونشر خريطة توضح الملاجئ التي ينبغي لهم التوجه إليها إلى الغرب من المدينة وصوب الجنوب نحو رفح المتاخمة لمصر.

وبدأ الكثير من السكان حزم أمتعتهم لكنهم قالوا إن المناطق التي أُمروا بالتوجه إليها واقعة تحت الهجوم.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى