أنسام صيفية

إلى أين نحن ذاهبون؟ (2)

إلى أين نحن ذاهبون؟ … تحدثنا في في الأسبوع الماضي عن الأخطار التي تهدد البشرية جمعاء و أن مصير كوكب الأرض في رأي بعضهم ستفقد المكانة الجيدة عبر الفساد الذي يكتسح العالم و أنها ستغدو كوكبا شبيها بالكواكب الجافة و الميتة التي تدور حول الشمس …

كان هذا الحديث قويا و صريحا فيما قلناه عن نقاش دار بين فئتين، المتشائمين والمتفائلين في هذا الموضوع و نحن من المتفائلين حين نقول أما نحن فلنا رأي مختلف آخر مفاده كما يلي :

لا يجوز إطلاقا أن نفقد ثقتنا بالله خالق الكون كي نتهمه بإرتكاب الأخطاء حين لم يتدخل في توجيه المخلوقات بعيدا عن الفساد الذي يهدد الأرض كلها بالخراب ..

كان منطقنا – و أنا واحد منهم – أن الله خالق أعمق بكثير مما يتصوره بعضنا أن المخلوقات التي أبدعها كانت فاسدة و كأن الله  يعرف هذه التهمة .. لا.. إن الخالق حين يقوم بعمله لا يمكن أن يخطئ مثلنا و بهذا المعنى فإن الفساد الذي لاحظه رفاقنا في حديثهم الأسبوع الماضي ليس فسادا بالمعنى الصحيح لعملية الخلق ذلك لان الله لو خلق البشر و كأنهم ملائكة. لا يجوز أن نفهم طبيعة عمله بشكل خاطئ نحن البشر القاصرين ذلك لأن مشروع الخلق البشري هو غير مشروع الخلق فيما هو خارج الحياة ذلك لأن خلق بشر جديرين بالتجربة لا يجوز أن يتحولوا إلى ملائكة بقدرة إلهية و إنما بقدرة البشر أنفسهم حين يدركون أخيرا أنهم حين طالبوا خالقهم أن يغدوا بشرا من نوع آخر لم يصل بعد إلى صفاته الأكمل إلا من خلال جهة العقول البشرية. يخطئون أخطاءهم كمخلوقات أرقى من الملائكة التي تغدو أشبه بالروبوتات المعدنية التي تتصرف حسب ما تصنعه الآلة بهم و هو غير العقل و أقل قيمة منه نحو تغير تكاملي للتطور نحو العمل الأخلاقي الصادر عن جهود شخصية أرقى و أكمل كمخلوقات وصلت إلى رقيها عن الألة- أو الروبوت – بجهود البشر المتطورين بعد كذا من السنين ..

إن البشر مخلوقات كما يبدو مرشحة لتصير الطبقة الأرقى من الملائكة الذين يشبهون الربوتات و لهذا لا يجوز أن نتهم الخالق بإرتكاب الخطأ حين لم يخلقنا أصلا كالملائكة الذين يتصرفون كالروبوتات التي لا تخطئ لأنها لا تملك عقلا مستقلا عن صانعها …

متى سيحدث ذلك ؟ نحن لا نعرف مدى هذا الزمن الذي يتحول فيه البشر إلى مخلوقات أرقى بجهودهم الخاصة و ليس كالآلات مثل الربوتات التي لا عقل خاص مستقل لها بل لها فعل  فقط ..أما البشر فقد وهبهم الله العقل المستقل و القادرعلى أن يفهم علاقته بخالقه أفضل من الربوت.

مرحى بهذا المصير و لو بعد آلاف السنين حين نقرب من الخالق أكثر بكثير مما صنعناه حتى الآن و كأننا صرنا من أبنائه!!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى