الأوساط الثقافية العربية تحتفي بـ’سـردٌ لعائلة القصيدة’
حظي ديوان “سـردٌ لعائلة القصيدة” للشاعر الأردني عمر أبوالهيجاء، باحتفاء كبير من قبل المبدعين والمثقفين العرب، والدوريات الثقافية العربية.
الديوان الجديد الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في كل من بيروت وعمان، هو الديوان الحادي للشاعر عمر أبوالهيجاء، الذي كان أول اصدار شعري له يحمل عنوان “خيول الدم” وصدر في العاصمة الأردنية عمان سنة 1989.
إحساس مضاعف بالغربة
وحول جديد أبوالهيجاء قال الشاعر علي جعفر العلاّق في مقدمة نشرت على غلاف الديوان: ” في ديوان “سـردٌ لعائلة القصيدة” تتوزّع هواجس نصوص الشاعر عمر أبوالهيجاء على مجموعةٍ من الانهماكات، التي يتمدد بينها النصّ آخذاً وقدته الانفعالية أو زاده الدلاليّ من هذه الثيمة أو تلك”.
وتابع العلاق: “لا أذهب بعيداً عن مركز اهتمام الشاعر ومكمن حرائقه حين أقول إن أكثر تلك الثيمات تردداً في نصوصه ربما هي: اللغة، الغياب، الأنثى، العائلة، إضافة الى الكثير من تموجاتها وتفرعاتها المتاخمة لها في الدلالة.. للشاعر إحساسه المضاعف بالغربة، وله ما يعمّق صلة هذه الغربة بالغياب، غياب الأصدقاء تحديداً، غياب الصداقات في حد ذاتها، في فداحتها التي تعادل صدمة الغياب ذاته. إن الشاعر يعلن بصوتٍ يطفح بالدمع والوحشة إنه ظلُّ أصدقائه البعيدين، والزيتُ المضيءُ في أصواتهم المبحوحة”.
وأضاف بأنه “كثيراً ما تبدأ الغربة، في نصوص أبوالهيجاء، من حاضنة العائلة، ومن سياج طفولته الأولى. وها هو يسجد أمام شجرتها المهيبة، لينادي بكل ما في صوته من حنان: تمهّـلي أيتها العائلة. وتبلغ غربة الشاعر ذروتها حين يلامس تخوم المرأة، حيث النار والشغف والوحدة، وحيث المحبة تقتاد اليد العمياء للعزف على جسدٍ يضيء وحيداً في الفراغ”.
وفي تقديمه للديوان كتب الشاعر عبدالقادر الحِصني: “تحتاج التجربة الشعريّة في أعالي نضجها إلى أن ترى إلى الكلمات من جديد، باحثةً عما يستعيدها خلقا آخر، ولا يكون لها ذلك إلا في تلمّس ما يجعلها عائلةً، لتتسقَ أنسابُها في سيرورة/ مسرودة، يرى فيها الشاعر خلاصًا”.
وتابع بقوله: “تحتاج إلى أن ترى السماء والأرض والماء والتراب والتاريخ والجغرافيا والمعاناة الإنسانيّة والشخصيّة في أقنوم واحد، وأن تتطلّع إلى سِفر تكوينٍ جديدٍ وإلى تثنيةٍ تستعيد ذلك الخلق. وعليه، فالمرأة في هذا السِّفر مشتهاةٌ بما هي معادل وجود”.
وأضاف بأن “الروح الشعريُّ، ممتلئًا ألمًا وجمالاً، في هذه المجموعة الشعريّة “سردٌ لعائلة القصيدة” استطاع إلى درجة كبيرة، أن يفعل كلَّ ذلك، وأن يدهمَ القصيدة من قبل أن ترتدي كامل ثيابها، في محاولة لمعانقتها غير متلبِّسة بالكلمات، وليتمَّ لهما زواجٌ يؤكِّد أنّهما في البدء من نفسٍ واحدة”.
واختتم بقوله: “عمر أبوالهيجاء، أيّها الشاعر: قلبي لك، وقلبي عليك. تسحرني الأشياء إبّان اكتمالها… وأخاف”.
وكان الديوان الجديد للشاعر الأردني، عمر أبوالهيجاء، قد صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في كل من بيروت وعمان، هو الديوان الحادي للشاعر الذي كان أول اصدار شعري له يحمل عنوان “خيول الدم” وصدر في العاصمة الأردنية عمان سنة 1989.. وقد سبق أن ترجمت بعض قصائد أبوالهيجاء إلى لغات عدة بينها الانكليزية والهولندية والفرنسية والروسية.