فن و ثقافة

«الجونة السينمائي» يختتم دورته الاستثنائية ويهديها لفلسطين

أسدل مهرجان «الجونة السينمائي» الستار على دورته السادسة الاستثنائية، بعد تأجيلها مرتين إثر تداعيات حرب غزة. وكشف مؤسّسه رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، في كلمته بحفل الختام، الخميس، عن صعوبة إنجاز هذه الدورة، وأنه تناقش وشقيقه سميح ساويرس في شأنها، قائلاً: «لا يمكن لأحد التشكيك في نيّاتنا وتعاطفنا مع أهل غزة». وأوضح أنّ «أهم ما يميز هذه الدورة أنها مهداة إلى فلسطين».

«الجونة السينمائي» يختتم دورته الاستثنائية

وتضمّن مهرجان الجونة السينمائي، في دورته السادسة، برنامج «نافذة على فلسطين» بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني. عرض 10 أفلام فلسطينية. كما عقد ندوة حول «السينما في الأزمات… نظرة على فلسطين» ضمن مناقشات «جسر الجونة»، ونظم أمسية فنية لجمع تبرّعات لمصلحة شعب غزة.

وشهدت هذه الدورة، للمرة الأولى، إقامة سوق للفيلم. وإطلاق المرحلة الأولى لصندوق تمويل مشاريع الشباب بالتعاون مع شركة «O West» بقيمة 8 ملايين جنيه (الدولار يعادل 30.89 جنيه مصري)، لتوفير الدعم المالي لصنّاع الأفلام المصرية والعربية لتطوير مشاريعهم السينمائية.

وإذ يعدّ الناقد الأردني رسمي محاسنة، إقامة دورة المهرجان قراراً جريئاً، يقول لـ«الشرق الأوسط» إنها «دورة تحدّي الظروف غير المواتية»، مشيراً إلى إقامة المهرجان «في أجواء ترفض السينما وتنظر إليها على أنها ترفيه، بينما هي محاكاة للحياة».

«الجونة السينمائي» تقديم برنامج للسينما الفلسطينية

كذلك يشيد باختيارات أفلام المهرجان وسط ندرة الجيدة منها عالمياً وعربياً أيضا. مؤكداً أنّ إدارته انتقت مجموعة مهمّة من الأعمال في مسابقاته. ويلفت إلى أهمية تقديم برنامج للسينما الفلسطينية، بالإضافة إلى احتفاء المهرجان بالأفلام السودانية ومواصلته دعم السينما عبر جوائز «منصة الجونة»، وإطلاقه سوقاً للفيلم، فتكتمل برمجته الناجحة.

من جهته، يشيد الفنان الفرنسي – الأميركي كريستوفر لامبرت، الحاصل على جائزة «سيزار»، بشعار المهرجان «سينما من أجل الإنسانية». مؤكداً خلال تكريمه في حفل الختام، أنّ الإنسانية هي أحد الأسباب التي دفعته للتمثيل. وشارك النجم العالمي تيريس جيبسون في تقديم جائزة «نجمة الجونة الخضراء» لفيلم «كرورا». من إخراج جواو سالافيزا ورينيه نادر ميسورا من البرازيل.

جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة

وشهد حفل الجونة السينمائي  إعلان جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ففاز بجائزة أفضل ممثل باتسوج أورتسيخ من منغوليا عن دوره في فيلم «لو أمكنني الغرق بسبات».كما وذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى باروين راجابي. بطلة الفيلم العراقي «سعادة عابرة». الذي توّج بجائزة أفضل فيلم عربي، بينما حصل الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» على جائزة «سينما من أجل الإنسانية» القائمة على تصويت الجمهور. وهي الثانية له في «الجونة» بعد حصول مخرجه محمد كردفاني على جائزة «فارايتي» أفضل موهبة عربية.

أما الفنان نزار جمعة، أحد أبطال الفيلم، فيعبّر عن اعتزازه بالجائزتين، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن جائزة الجمهور تكتسب أهمية خاصة، لافتاً إلى أنّ الفيلم حصل عليها 8 مرات من مهرجانات مختلفة، مشيراً إلى أنّ اسم جائزة «سينما من أجل الإنسانية» مناسب جداً لموضوع «وداعاً جوليا» الذي يحمل رسالة إنسانية مهمّة.

وذهبت جائزة «الجونة البرونزية» إلى الفيلم البرازيلي «درب غريب»، كما حاز فيلم «كلب سلوقي وفتاة» للإيطالي إنزو دالو، الجائزة الفضية، وفيلم «في يومنا» من كوريا الجنوبية على جائزة «الجونة الذهبية» لأفضل فيلم روائي.

وتوّج «هوليوود غيت» للمصري المقيم في ألمانيا إبراهيم نشأت بجائزة «نجمة الجونة الذهبية»، في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، كما حصل على جائزة اتحاد النقاد «فيبرسي» لأفضل فيلم، وذهبت جائزة «نجمة الجونة الفضية» مناصفة للفيلم الوثائقي «عدم الانحياز: مشاهد من سجلات لابودوفيتش» من صربيا، و«سبعة أشتية في طهران» للألمانية شتيفي نيدريزول، بينما حصل على جائزة «النجمة البرونزية» الفيلم الفرنسي «على قارب أدامان»، وحاز الفيلم التونسي «ماشطات» جائزة أفضل فيلم عربي وثائقي طويل.

جوائز الأفلام الوثائقية

بدورها، ترى الناقدة المصرية هويدا حمدي، أنّ جوائز الأفلام الوثائقية كانت «موضوعية ومنطقية». وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ فيلمَي «هوليوود غيت» و«سبعة أشتية في طهران» هما أفضل الأفلام الوثائقية. مشيرة إلى أنّ جوائز الأفلام الروائية الطويلة «لم تذهب إلى مستحقيها». وأبدت استغرابها من تجاهل لجنة التحكيم بطلَ الفيلم الفرنسي «دوغمان». الذي كان يستحق جائزة أفضل ممثل، وفق رأيها. متعجّبة أيضاً من عدم حصول فيلم «تشريح سقوط» على جوائز رغم حصوله على «السعفة الذهبية» من مهرجان «كان السينمائي». وتعلّق: «تغيير موعد المهرجان أفقده كثيراً من الأفلام المهمّة التي استبعدها بسبب عرضها جماهيرياً. باستثناء (وداعاً جوليا)، لأنه أسهم في دعمه».

وحاز فيلم «من عبدول إلى ليلى» للعراقية ليلى البياتي على جائزة «نيتباك» لأفضل فيلم آسيوي. وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز فيلم «يرقة» لللبنانيَيْن ميشيل ونويل كسرواني بجائزة أفضل فيلم عربي قصير. بينما ذهبت جائزة «نجمة الجونة الذهبية» لفيلم «أعدك» لسام ماناكسا من الفلبين.

ويصف المدير التنفيذي للمهرجان عمرو منسي هذه الدورة الاستثنائية بأنها كانت صعبة جداً. كاشفاً لـ«الشرق الأوسط» عن أنّ «بعض صنّاع الأفلام الأجانب اعتذروا عن عدم المجيء، كما اعتذرت بعض الشركات الراعية، والتمسنا لهم العذر لأننا أخبرناهم قبل أسبوعين فقط من موعد المهرجان بعد تأجيله مرتين».

صحيفة الشرق الأوسط

 

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى