نوافذ

الخوف من الذكاء الاصطناعي

سان فرنسيسكو

شغلت الخطوة الجبارة التي أقدم عليها العالم بالانتقال إلى مرحلة الذكاء الصناعي مختصين كثيرين في العالم ، على الأقل لأن ثمة تخوفات من أثر هذه الخطوة على فرص العمل، وعلى تجميد المقدرات البشرية على صعيد الإبداع .

أبدأ أولا بتعريف الذكاء الاصطناعي الذي هو القيام بعمل العقل البشري عن طريق الكمبيوتر واستخدام الذكاء بهدف إيجاد حلول عالقة في الصحة والصناعة النقل والتسوق كذلك التعليم والترجمة وغيرها من مجالات التقنية الأخرى انه ثورة في علم تكنولوجيا الكمبيوتر .             نشأت فكرة الذكاء الاصطناعي في بدايات القرن العشرين اثناء العمل على تطوير الحاسوب الالي وكان للفيلسوف  البريطاني برتراند رسل بالتعاون مع الفريد نورث وايتهيد  دورهام حيث نشرا كتاب ( المبادئ الرياضية ) عام 1921 جاء فيه التفكير بطبيعة العقل البشري ومدى إمكانية تمثيله في أنظمة حاسوبية ذكية، وفيه نظريات على أسس منطقية وفلسفية ساهمت في تطوير المنطق الرياضي والاستفادة منه وقد تابع العالم برتراند رسل ابحاثه في تطوير الكمبيوتر فنشر كتابا بعنوان ( معرفة الانسان – نطاقها وحدودها)

هناك  معارضون كثر لتطوير الذكاء الاصطناعي ولكل منهم أسبابه المرفقة بالحجج الواهية  فأساتذة الجامعات يحتجون على أن البحوث التي يطلبونها من الطلاب صاروا يكتبوها على البرامج العديدة المنتشرة   على التطبيقات دون بحث أو بذل أي مجهود اذ يكتب لهم هذا الذكاء وظائفهم وواجباتهم  ويقدمونه للدكتور المشرف على أنه من عملهم وسهرهم  وهذا ينسف الغاية من التعليم

هناك مخاوف من انتشار البطالة بفقدان الكثير من الموظفين لوظائفهم حين تحل الروبوتات مكانهم في العمل ودخل الذكاء الاصطناعي مجال الإعلام فقد شاهدت مذيعة افتراضية تذيع نشرة الأخبار ولو لم تعلن بأنها مذيعة غير حقيقية كدت أشك بأنها امرأة جميلة قد يتقدم بعض الرجال لطلبها للزواج وهذا يدل على دقة التقنية التي وصلت اليها البرمجيات                       .

لا شك أنه مقابل هذه الاعتراضات هناك دعم وتأييد من قبل رأسماليين كبار وأصحاب شركات عملاقة واهتمام لدى البحوث العلمية والصحية في إسراع وتسهيل العثور على أدوية تستفيد منها البشرية وسيقوم الذكاء الاصطناعي بقفزة نوعية في مجال النقل وألية القيادة.

من وجهة نظري أن هذا النوع من التكنولوجيا سيمضي قدما باعتباره ثورة في عالم الكمبيوتر والبرمجيات وعالم المستقبل المنظور فالفلسفة تضع أسئلة وفرضيات يتلقفها العلم ويجربها وعلى ضوء النتائج تبدأ أسئلة جديدة  وهكذا..

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى