شرفات

الخوف من نهاية العالم

اشتغلت على فكرة نهاية العالم زمنا طويلاً ، فالفكرة جذابة في الكتابة، لأن العبارة نفسها تحمل في طياتها كثيراً من الأسئلة  التي تدفع إلى الفضول لأسئلة جديدة، ولكن (نهاية العالم)، كفكرة بشرية وردت منذ قديم الأزمان، وتتجدد بين فترة وأخرى، مع تأويلات مختلفة لأصحاب المعتقدات ، ومن بينهم أصحاب المصائب التي نعيش بعضا منها هذه الأيام.

والغريب في الأمر، أن (نهاية العالم) ترتبط في ذهنية كثيرين بنهاية كونية، رغم أن الدافع إلى التفكير بها قد يكون حادثاً ذاتياً طارئاً، أو حادثاً طبيعياً غريباً، كما كان يحدث عندما تقع الزلازل والفيضانات أيام زمان .

وفي الملف المركون في مكتبتي منذ تسعينيات القرن الماضي حول نهاية العالم، أوراق طريفة ومثيرة للفضول، وكنت أعود إليها بين فترة وأخرى، فأتحمس لانجازها كمشروع تلفزيوني، ثم أتريث لأن العلم يتطور كل يوم.

وكنت أضع عدة عناوين للمشروع من بينها :
  • نهاية العالم (يوم القيامة) .
  • نهاية العالم (في السياسة)
    1. عند نابليون .
    2. عند فوكوياما.
  • نهاية العالم بناء على ديالكتيك الطبيعة .

ولاحظت خلال بعض القراءات عن الموضوع، أن الفقرة الأولى هي الأكثر تعقيدا في منظومة الحديث عن نهاية العالم، لأن يوم القيامة هو مفهوم ديني، لكنه ليس ثابت المعطيات عند كل الأديان، إلى الدرجة التي وصلت فيه بعض المعطيات إلى أن ثمة من يسعى لاستعجال هذا اليوم ، وثمة من يسعى لاستبعاده، وثمة من يتحدث عن مؤشرات تدل عليه .

التفاصيل جذابة، وشائقة، ومن بين كل هذه التفاصيل، أردت أن أحدد موقفاً خاصاً بي لكي أتكئ عليه عندما أخوض في هذا الغمار (المخيف) .

وجدت أن المسألة تتعلق بالزمن، لأن الزمن يحمل مفاجآت كبرى، وهو في أصل الحياة (بداية ونهاية) ، (ولادة وموت)، لاحظوا هنا الترابط بين العلوم وفكرة الموت عند مختلف الشعوب، فالعلوم تتحدث عن ولادة كبرى للكون، تعجز كل الدراسات الفضائية عن تحديد الشكل النهائي لها، والدافع الأساسي فيها، وكما احتاجت الفلسفة إلى الحديث (عن دفعة أولى) ، عن عقل كلي، عن خالق، احتاجت العلوم إلى إنجاز إجابة كافية عن هذه الدفعة الأولى هي أعجز عن أن تقدمها، (على الأقل عجزت عن الإقناع) . لكن الثابت أن هناك حقائق متفق عليها:

  • الإنسان يولد ويموت أي (هناك بداية ونهاية) .
  • النبات يبدأ دورته بالخضرة وينتهي باليباس (هناك بداية ونهاية) .
  • الطبيعة (الأرض والنجوم والكواكب والنيازك والمجرات) تبدأ وتموت (هناك بداية ونهاية)..

أي أن جدلية البداية والنهاية هي المفتاح الذي يأخذنا إلى (الزمن) وبالتالي الموقف من مسألة نهاية العالم، الذي لم نحسم بعد كحضارة حقيقة بدايته .

هل بالفعل نحن قادمون على نهاية العالم ؟

أستعير الجواب من الآية الكريمة : “يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَاۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّيۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةًۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَاۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ” (صدق الله العظيم).

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى