افتتاحية الموقع

القدس في حريق نظام إقليمي جديد : أين العرب ؟؟!

 

ماذا يريد نتنياهو من التصعيد العدواني ضد الفلسطينيين ؟؟ و هل صحيح أن حماس دفعت هذا المحتاج للحرب، ليرتكبها لتحقق هي حضورها؟؟ وأين سيكون موقع هذه الحرب، من تسوية المنطقة الشاملة المسماة النظام الإقليمي الجديد، المولود من إخفاق (الربيع العربي) من الوصول إلى خواتيمه والذي سيتربى في أحضان إخفاق جيوسياسي للمنطقة ككل ؟؟

من يتابع القادة الإسرائيليين أثناء هذه الحرب ينتبه إلى عبارة رددها نتنياهو وكررها بعده وزير حربه ورئيس أركانه تقول ( ستستمر العملية العسكرية ضد الفلسطينيين حتى تحقيق أهدافها ) و طبعاً شرح هؤلاء الصهاينة أن أهداف عمليتهم ( تحطيم البنية التحتية للمقاومة )، أي تحطيم الأساس المادي والتسليحي للقوة الفلسطينية في المقاومة، أي أن نتنياهو يريد الفلسطينيين بلا قوة أو مقاومة. يريدهم مجموعة من المحتاجين للمساعدات تتحكم بها الحكومة الإسرائيلية، وهذا الهدف – حرمان الفلسطينيين من قوتهم ومقاومتهم – يفتح الطريق لإلغاء الهوية الوطنية المقاومة للفلسطينيين . وهذا ما يكمل القضاء على القضية برمتها . ويجعل إسرائيل تدخل النظام الإقليمي الجديد، أو تشارك في تنظيمه وهي مرتاحة من وجع رأس القضية وأهلها و حقوقهم .

فوجئ نتنياهو كما فوجئت إسرائيل كلها بمقاومة الشعب الفلسطيني، فالصواريخ الفلسطينية وصلت إلى تل أبيب وعمت مدن و قرى الإحتلال لدرجة أنها تسببت بخسائر إقتصادية كبيرة نتيجة تعطل الإنتاج، ونتيجة إختباء الإسرائليين الطويل في الملاجئ وتعطل أعمالهم . كما فوجئ نتنياهو بإنتفاضة عرب الـ 48، وهي إنتفاضة جيل جديد من الفلسطينيين الذين نشأوا في ظل حكومات إسرائيلية، وكانت مظاهرات و إحتجاجات اللد وحيفا ويافا وغيرها صفعة قوية للإحتلال و أوهامه بالقضاء على القضية … و هذا يتجاوز كثيراً فكرة أن فلسطين هي حماس ليؤكد الشباب الفلسطيني الجديد أن فلسطين هي الروح المتوارثة، والتي لا يمكن لأحد أن يدعي ( الملكية الفكرية ) لقضيتها ، ولا تستطيع أي جهة أن تتحكم بمصيرها .. و حتى لو سلمنا أن حماس عمدت إلى التصعيد في القدس لتطلق صواريخها على الإحتلال بهدف الإستحواذ على تمثيل القدس، عبر الدفاع عن الأقصى ، والصلاة في ليلة القدر، وعن حقوق سكان الشيخ جراح .. حتى لوسلمنا أن حماس أرادت التصعيد من أجل أن تمثل القدس و فلسطين في النظام الإقليمي الجديد فإن إنتفاضة عرب 48  وفلسطينيي الضفة أعادت التأكيد أن فلسطين هي الشعب الفلسطيني، وأن القضية هي في عودة الحقوق الفلسطينية كاملة، وأن لا نظام إقليمي إلا بعودة هذه الحقوق وعلى رأسها دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية .

فوجئ العرب الذين (أحسنوا الظن) وعدوا التطبيع مع إسرائيل ربما يأتي بالأمن والإستقرار والإزدهار الإقتصادي للمنطقة، و خاب الأمل بالتطبيع ، لأن نتنياهو و بكل وقاحة  لم يحسب حساب من مد له اليد من العرب، ومارس العدوان على الفلسطينيين متبجحاً أنه سيقضي على قوتهم وأساس هويتهم، وسيجعل معاناتهم الحياتية تدخلهم في عالم الإستعباد الصهيوني من جديد . و كما فوجئ العرب بوقاحة نتنياهو وأهدافه، فوجئوا بالرد الفلسطيني عليه، رداً أجبر الإسرائيليين على البقاء في الملاجئ خائفين، ومذلين ومهانين، وبات الإسرائيلي أمام نظام إقليمي يزيد من خوفه ورعبه و هلعه، ويلبسه ذل البقاء في الملاجئ.

من راقب ويراقب لغة الجسد عند نتنياهو أثناء العدوان يعرف و يقتنع بمدى سعادته بما يجري و بما يقوم به من عدوان بوهم أن كل شئ سيصب لصالحه الشخصي في تشكيل حكومة جديدة يكون لإسرائيل عبرها الكلمة الفصل في المنطقة وفي نظامها الإقليمي الجديد. سجلت المقاومة من جهتها إيصال صواريخها إلى المدن والمطارات الإسرائيلية ، وأدخلت الإسرائيليين إلى الملاجئ ، ولا يمكن لأي نظام إقليمي أن يتجاهلها ويتجاهل قوتها، تماماً كما لا يمكن للإسرائيليين تجاهل كل هذه الحقائق .

كثيرون يتساءلون هل سيسود العدوان الإسرائيلي ويحقق أهدافه ؟؟ أم أن الفلسطينيين سيفرضون مطالبهم و يحققون قيام دولتهم ؟؟ أم أن إيران سيكون لها الكلمة العليا عبر حماس و الجهاد كما يرى بعض المراقبين ؟؟ من الواضح أن القدس، وبغض النظر عن الحديث حول النظام الإقليمي الجديد، تبقى شرف الأمة و روحها المقدسة . و ربما ، لذلك بدأت الحرب فيها وحولها، وكل طرف يريد أن يحقق مصالحه في النظام الإقليمي الجديد إنطلاقاً منها و إعتماداً عليها… السؤال: أين العرب والحرب تحرق قدسهم و فلسطينهم و تدمر شعباً من أخوتهم، و تهدف لترتيب نظام إقليمي ربما يستعبدهم و يستبعدهم من الحسبان ؟؟؟! !… أين العرب ؟؟!! القدس تسأل فهل من مجيب ؟؟!!!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى