نوافذ

الكورونا مرة أخرى

الكورونا مرة أخرى، الحديث عنها، ومرة أخرى التردد والتلكؤ في الإيمان بأنها اختراع مؤامرة، أو وباء كوني تبرمجه الطبيعة في مناسبات مفاجئة كل عدة سنوات.

حتى الآن لم آخذ اللقاح، وأنا أتابع صراع الأكاذيب والحقائق في مؤسسات الصحة العالمية. أنا هنا في قريتي حيث الشمس تشبه قبلة منشورة على كامل الجسد. وحيث الهواء كأنه اختراع رئوي مضاد لفساد الأمكنة، وبيضتان مسلوقتان في صحن، على شرفة الأزهار. وكلما شاع أن الكورونا العام الماضي هي غيرها هذا العام، وتأخذ أرقام تسلسل لنوعية موت البشر… أستعين بما قاله “بيل غيتس“، هذه الجملة المرعبة المختصرة: “الكورونا رغبة أوروبا في التخلص من أعباء كبار السن”. وكذلك ما قاله البروفسور “تاسو كوهونجو”: الفايروس تم تصنيعه في الصين. اسحبوا مني جائزة نوبل إذا لم يثبت ذلك”.

ها أنا أقرأ على شرفة الشمس والهواء والزهور، مستعيداً ما كتبته من ملاحظات عن كورونا، قبل عام نصف:

ـ 1 ـ

مات مخترع ومؤسس معامل بيرة “كورونا” المكسيكية، وأمر، في وصيته، بتوزيع جزء من ثروته على سكان القرية التي ولد وترعرع فيها.

وكان نصيب العائلة 2,5 مليون دولار، فأصبح كل أهالي القرية أغنياء. بفضل بيرة كورونا.

ـ 2 ـ

ثمة مشكلة في شرح وتشريح “كورونا” للأطفال، لأن “التهويل” صار مثلما “التهوين” حتى الكبار واجهوا هذه المشكلة…. إذ وقعوا في فخ التبسيط أو التعقيد.

بالنسبة للأطفال… النصيحة أن تجعل أيام الحظر في البيت أياماً مترعة بقصص التفاؤل “وانتصار التفاحة على الدودة” مع موسيقى لا طبول فيها ولا نايات، مثل موسيقى الفيلم العظيم “لحن الموسيقى“. ولا بأس أن تشاهد الأسرة معاً هذا الفيلم أو ما يشبهه…. إنه أنشودة إعادة الاعتبار للحياة الملونة والفرحة النابضة بروح النشيد الحي… وأمام الروح التي يبثها الفيلم سوف تهرب كل أنواع الفيروسات الواقفة على أفاريز الشباك تنتظر نقاط ضعفنا … لتدخل.

ـ 3 ـ

في تنزانيا رفض الرئيس استخدام أجهزة فحص كورونا بعد أن أمر بأخذ عينات من عنزة، ومن خشبة، ومن ثمرة بابايا، وأرسلت إلى مختبر منظمة الصحة العالمية، وكانت النتائج كلها إيجابية. أي إصابة كورونا.

ـ 4 ـ

القائد البريطاني “جيفري هرست”، قام بجولة في أمريكا الجنوبية عام 1710 بهدف استئجار “استعمار” أراضي في هذه القارة البكر، استقبله السكان الأصليون بسذاجة الأبرياء، وقدموا له الهدايا من المعادن الذهبية. فأهداهم، مقابل ذلك بطانيات، فرحوا بها واستعملوها فوراً. مات منهم 15 مليون هندي. كانت هذه البطانيات أول حرب بيولوجية في التاريخ.

كانت مليئة بفايروس الجدري.

ـ 5 ـ

انتهت الملاحظات… وكانت هذه الفكرة آخر ما قرأت اليوم وأنا أشمّس نفسي بمضاد كورونا (الابنة غير البكر) للحرب البيولوجية:

“الموت… أحد الأضرار الجانبية للحياة”.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى