تحليلات سياسيةسلايد

بن غفير يتحدّى: لا نُدير سياساتنا بحسب الأردن وإسرائيل ليست مزرعةً لأحدٍ..

في خطوةٍ تُعتبر تحديًا سافرًا للأردن ملكًا، قيادةً وشعبًا، وبعد ساعات من لقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع العاهل الأردنيّ الملك عبد الله الثاني، أعلن وزير الأمن القوميّ الإسرائيليّ، الفاشيّ إيتمار بن غفير عن تحديه لموقف الأردن من جديد فيما يتعلّق بالمسجد الأقصى والمساس بالوضع القائم فيه.

وقال وزير الأمن القوميّ بن غفير في مقابلةٍ مع الموقع الإخباريّ-العبريّ (YNET) إنّه لا يدير سياساته حسب رغبات الأردن، ولذلك فإنّ مسألة اقتحامه للأقصى ستتواصل، مؤكّدًا: اقتحمت وسأقتحم.

وتابع بن غبير قائلاً: إسرائيل ليست مزرعةً لأحد، إنّها دولة ذات سيادة ولا يحق لأحد التدخل بشؤونها، وسأقتحم المسجد الأقصى.

وفي معرض ردّه على سؤال الموقع قال الوزير الفاشيّ إنّ نتنياهو لم يطلب منه عدم زيارة (الحرم المُقدّس)، وأنّه بحسب الوضع القائم من حقّ، لا بلْ من واجب اليهود، زيارة المكان، الذي يُعتبر من أهّم الأماكن بالنسبة لليهود والإسرائيليين، على حدّ تعبيره.

وشدّدّ على أنّه يجِد مشكلة في العنصريّة ضدّ اليهود في المكان المُقدّس، ولكنْ مع ذلك سأواصِل زيارة المكان، طبقًا لأقواله.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اجتمع في عمان مع العاهل الأردنيّ الملك عبد الله الثاني بعد حوالي أسبوع من حادثة منع شرطة الاحتلال الإسرائيليّ السفير الأردني لدى إسرائيل من دخول المسجد الأقصى.

وطبقًا لمسؤولٍ سياسيٍّ إسرائيليّ فإنّ اللقاء اتسّم بالإيجابيّة، حيثُ أكّد خلاله نتنياهو لعبد الله أنّ الوضع الراهن في المسجد الأقصى سيستمر.

وجاء في بيان باسم مكتب نتنياهو أن ّ”الطرفين بحثا القضايا الإقليمية، مع التركيز على التعاون الاستراتيجيّ والأمنيّ ​​والاقتصاديّ بين إسرائيل والأردن، بما يساهم في استقرار المنطقة”.

وجاء في بيان باسم الديوان الملكيّ الأردنيّ أنّ الملك عبد الله الثاني أكّد في اللقاء مع نتنياهو على “ضرورة احترام الوضع التاريخيّ والقانونيّ القائم في المسجد الأقصى المبارك”.

وهذا هو الاجتماع الأول بين الاثنين منذ شهر حزيران (يونيو) 2018، وقد شارك فيه رئيس جهاز الأمن العّام (الشاباك) رونين بار، رئيس مكتب الأمن القومي الإسرائيليّ تساحي هنغبي، السكرتير العسكري لنتنياهو آفي جيل، ووزير الشؤون الاستراتيجيّة رون ديرمر، وهو سفير الكيان السابق في واشنطن.

في السياق عينه، اعتبرت صحيفة (إسرائيل اليوم) أنّ الأوساط السياسية الأردنية تعتقد أنّ نتائج الاجتماع مرهونة بما سيجري في المستقبل القريب، وأنّ نتائجه تتضّح وفقًا للخطوات الفعلية التي ستتخذها إسرائيل لتخفيف حدة التوتر بين الطرفين.

وبحسب مصدر أردني تحدث للصحيفة العبريّة فإنّه “إذا اقتحم الوزير إيتمار بن غفير أوْ أيّ وزيرٍ إسرائيليٍّ آخر المسجد الأقصى مرة أخرى في المستقبل القريب، فإنّ ذلك سيعني أحد أمرين: إمّا أنّ الزيارة لم تأت بنتائج وفشلت، أوْ أنّ نتنياهو قرر تحدي الأردن، وأنّ رسائل الاحتجاج المرسلة إلى إسرائيل لم تكن قوية بما فيه الكفاية”.

وأوضح قائلا: “هناك قلق من احتمال أنْ يقرر أحد الوزراء من اليمين الديني اقتحام الأقصى مرة أخرى، لأنّ هذا بالنسبة لنا تغيير في الوضع القائم في الأقصى ولا يمكن للأردن الموافقة على ذلك”.

ومضى المصدر الأردنيّ قائلاً: “لا أعتقد أنّ الملك أصدر تهديدًا وحذر نتنياهو من هذه المسألة في لقائهما، فهذا ليس بالأسلوب المتبع في اللقاءات، لكنّي أعتقد أنّ الملك نقل رسالة مفادها أنّ مكانة الأردن في الأقصى يجب ألّا تتضرر، وأنّ هناك استياء من دخول وزراء إسرائيليين إلى الأقصى”.

جديرٌ بالذكر أنّه حتى ساعة إعداد الخبر، لم يصدر عن ديوان نتنياهو أيّ تعقيبٍ على تصريحات الوزير بن غفير، فيما التزم باقي الوزراء الصمت المطبق.

بالإضافة إلى ذلك، أشار المصدر الأردنيّ إلى أنّه في المملكة منزعجون من تصريحات وتهديدات الوزراء اليمينيين في الحكومة الإسرائيلية، لكنّهم مع ذلك يعتقدون أنّه يجب فحص توجهات الحكومة وفقًا لأفعالها.

وتابع: “فيما يتعلق بالمملكة، ليس لديها مشكلة أساسية خاصة مع نتنياهو أوْ وزرائه، المشكلة في القرارات والخطط والإجراءات التي ستتخذ. الحفاظ على الوضع الراهن في الأقصى ووقف الاستفزازات هو الأمر الهّام بالنسبة للأردن”، على حدّ قوله.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى