بين قوسينكتاب الموقع

عيد الحب ..

عيد الحب ..

(( كم هو سخيف أن يكون للحب عيد ..!! ))

هذا ما كنت أعتقده سابقاً عندما تبدأ مظاهر الزينة الحمراء تملأ المحلات التجارية .. والزهور الحمراء تغطي واجهات بيع الورود .. وتعلو إعلانات لحفلات وسهرات خاصة بأجواء شاعرية ، وأضواء حمراء استعداداً لاقتراب يوم 14 شباط .. يوم عيد الحب .. !!
فكل هذه المظاهر والاستعدادات، هي مجرد نوع من التسويق التجاري لتنشيط الأسواق وتصريف البضائع المكدسة ، القائم على ابتكار مناسبة عاطفية تدغدغ مشاعر الشباب المراهق والعشاق .. لدفعهم الى الأسواق واستنزاف جيوبهم .. وحضور الحفلات .. !!
هذا العام عندما اقترب عيد الحب … شعرت بشيء مختلف عما سبق، ولم تعد التحضيرات له سخافة، ولا أجواؤه تجارية … بل لامس عندي شوق إلى لحظة فرح وسعادة ومناسبة لأتذكر من أحب ولو بكلمة طيبة أو هدية بسيطة .. لامس عندي شوق إلى الحياة بعد أن طحنتها آلة الموت العبثي التي اجتثت أحلامنا وحياتنا وعلاقاتنا الانسانية والعاطفية والاجتماعية ..لامس عندي شوق إلى الإنسان الذي ما زال يحمل بين ضلوعه قلب .. يعشق وينبض ويحب … لامس عندي حنين إلى ذكريات بسيطة حياتية نفتقدها في دوامة الحقد والشماتة والموت …
على بساطة فكرته .. إنه الحب الذي نسيناه في دوامة الحرب .. وأصبح من الرفاهيات والفلسفات البعيدة عن واقعنا .. إنه الحب الذي نحتاجه اليوم بكل أعمارنا من طفل يحبو إلى رجل مسن وعجوز هرمة ..
إنه الحب الذي يضفي معنى وبعداً إنسانياً سامياً لحياتنا .. إنه الحب الذي يسقط حرف الراء من الحرب لتعود الحياة تنبض في حنايا بيوتنا وقلوبنا ووطننا … إنه الحب الذي أصبح يحتاج لعيد لنتذكره ونتذكر من نحب …
إنه الحب الذي يصنع المعجزات .. وهو اليوم بحاجة لمعجزة لينجو من أحقادنا وكراهيتنا التي تصنعها آلات الحرب وأجهزة الموت وإعلام التطرف والطائفية ..
أصبحنا نحتاج لعيد مخصص للحب .. والطفل .. والسلام .. والمرأة .. والبيئة .. والشجرة .. والأم .. والأب .. ولكل ما هو جميل في حياتنا ونسيناه في دوامة الحقد والحرب .. نحتاج إلى أعياد لقيم أخلاقية ، ومشاعر إنسانية تذكرنا أن هناك الكثير من النعم في حياتنا، وعلينا أن نحافظ عليها ونعززها ، قبل أن تذوي وتبتلع معها كل أمل لنا في هذه الحياة … إنها مناسبات نحتاجها لنستمر ونحيا ونشعر ونعمل ونبني ونحب …
إنه عيد الحب الذي لم أستطع أن يمضي دون أن أوثقه بين كلماتي ..لأننا أشد ما نحتاج إليه اليوم .. لنتذكر إنسانيتنا ونحيا ونستمر …. !!

19.02.2014

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى