كتاب الموقعنوافذ

تنجيم سياسي

تنجيم سياسي.. ترامب ينام على جنح أف 16 ويصحو على جنزير دبابة، ويتناول إفطاره على طاولة منصوبة على ظهر خليجيين. ويتغدى عند ملك كوريا، ويتعشّى أمام شاشة حسابات الأموال التي جمعها من العرب بالتلفون وبالصرمايه.

ترامب رئيس دولة عظمى ، من حقه أن يدخل التاريخ من الأبواب المشهورة : باب إبادة الهنود الحمر. باب ترقيص الزنوج على صفيح ساخن. باب تحريرهم فقط من السلاسل تقريباً. باب بناء واشنطن على جماجم. باب احتلال العراق وأفغانستان.

ترامب يمكنه أن يشعل حرباً لأسباب غريبة مثل قتل قاسم سليماني، في العراق المحمي بقواعد عسكرية.

ترامب يستطيع أن يفعل كل شيء . (فكرة “كل شيء” واحدة من أغبى أفكار الإمبراطوريات عندما تكون في ذروة الغنى والقوة والغرور).

هولاكو احتل القارات لأنه أرسل خيوله في كل اتجاه… حتى الصين. وانهزم .

وهتلرارتكب خطيئة العمر عندما أرسل دباباته في كل اتجاه… حتى الاتحاد السوفييتي…فانهزم.

وترامب يرسل جنوده… في كل الاحتمالات التي تجعل العالم يقف على صفيح ساخن.

لقد بات واضحاً أن ترامب لايريد الحرب مع إيران… بل يريد “إبادة إيران”.

مع هذه الجملة الكارثية في شؤمها نرى الأفعال الدالة على الأرض.

ـ الحشد العسكري في البر والبحر… استعراضاً يهيىء للخطأ والحماقات.

ـ قتل القادة، والبداية من قاسم سليماني… تحدياً لسلطة بغداد، التي تبدو أنها مجرد عميل جغرافي لأمريكا، وإرضاء لكل من هو واقع في غرام إسرائيل من العرب. واستدراجاً لإيران لكشف ما لديها من خطط وأدوات.

ـ الحلم ببطولات من صنع قراراته المتطرفة بالتعامل مع العصر الحديث ومكونات القوة فيه، بوصفه عصراً يحاول الاستقرارمن فائض الاضطرابات في موازين القوى العالمية.

ـ الأهداف الكبيرة التي تحققها حرب ناجحة يقودها هذا الرجل المقامر: إحتلال الحيز الاستراتيجي الممتد من أفغانستان إلى لبنان. ومقياس النجاح هو الضربة القاضية وليس الفوز بالنقاط.

ما لا يحسبه ترامب… يجب أن يحسبه العسكريون. قد يستطيع رئيس الأركان الأمريكي تلبية طلب صيد الأوز (قتل سليماني مثلاً) ولكن هيئة الأركان قد لا تفضل الذهاب الى حرب، قد تكلف أرواحاً تطير على شرفات أهالي الجنود.

البداية… الصيد بالطائرات، وعلى الأرض العراقية، قدلا ينتهي بمقتل سليماني. وإيران ـ افترض ـ أنها تبحث من الآن، وأكثر من أي وقت مضى، عن مكان لسعة الأفعى الفارسية المقدسة؟

الحرب تفك عقدة الحبل في الأزمات، بعد أن تعجز السياسات عن حلّها.

هل هذا العصر خرائي إلى هذا الحد من الحماقات؟

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى