شهوات
شهوات
شهوةُ البكاءْ
تجتاحُ قلبيَ
شهوةُ البكاءْ
كانت تأتيني فيما مضى
وكنت أُرضيها بدمعةٍ تتترقرقُ
وألجمها بسطوة القادرِ..
كانت إذا أتتني
تأتي باستحياء النادمِ أو العاشقِ
أو كليهما معاً
فألجمها بزيف الكبرياءْ
تجتاحُ قلبيَ
شهوة البكاءْ
لم أعدْ قادراً
ولم يعدْ لديَّ ما يكفي من زيف الزمانْ
أجلس مستسلماً
فتستبدُ بي
كأن سلاحها لم يعد
مجرد كراتٍ من بللورٍ صافٍ
يشفُّ عن المعنى
ويغسِلُ الروحَ من تعبٍ
لمْ يعُد الدمعُ دمعاً
لا..
ولم يعد البكاءُ
ما يفرّجُ عن كربِ القلبْ
وما يجلو شغافَ الحزنْ
لا..
لم يعد الدمعُ دمعاً
صار أقسى جَلْداً
مذ صارَ دماً.
*************
شهوةُ النائمْ
يفكرُّ كيف لهُ
أن يُغلق عينيهِ
إن لم يجدهما!
يُشغلهُ كيف سيتسلى ببعض النومِ
إن لم يجدْ له حيّزاً آمناً
وغطاءً يكفي كي يعانقَ خوفهْ
يُقلقهُ كيف سيجدُ
ما يكفي من الوقتِ
في ساعةِ الحائطِ المحطمة
كي يُقنعَ زمنهُ
أن هناكَ فسحةً لشيء من النومِ
أتعبهُ..
ما يفكرُ بهِ
ما يشغلهُ..
وما يقلقهُ..
فاستسلمَ للنومِ
ليكتشفَ…
أن للنائمِ شهوتين
أن يخرجَ سالماً من نومهْ
وألا تعودَ إليهِ
كوابيسُ يقظتهْ.
************
شهوةُ الخائفْ
كم تبقى…
هو لا يعرفُ
وهو لن يعرفَ
قامَ بكل ما يجبُ
حاذرَ النوافذَ
وابتعدَ عن الجدرانِ
لم يثق بسقفهِ..
ولم يأمنْ لفسحةِ السلالمِ
ولا لقبوهِ..
كم تبقى…
هو لا يعلمُ
وهو لن يعلمَ
تفادى رائحة النارِ
لم يجرؤ على عراءِ الحدائقِ
ولم يأوِ إلى أيّ من بيوت اللهِ
كل ما اشتهاهُ
وكل ما يشتهيهِ
أن يعرفَ
كم تبقى…
لموتهْ.