تحليلات سياسيةسلايد

في أول محطّة له ضمن جولته الاقليمية.. دي ميستورا يتباحث مع وزير الخارجية المغربي.. والرباط تتشبّث بمُبادرة الحُكم الذاتي

بدأ المبعوث الأممي للصحراء الغربية؛ الإيطالي ستيفان دي ميستورا، زيارته للمنطقة، بالرباط؛ في المرحلة الأولى من جولة إقليمية ستقوده أيضا إلى الجزائر.

والتقى دي ميستورا، بوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بالعاصمة الرباط، بمعية الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى هيئة الأمم المتحدة، عمر هلال.

وجدد الوفد المغربي خلال هذه المباحثات، “التأكيد على أُسس الموقف المغربي كما ورد في خطابي الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ45 والـ46 للمسيرة الخضراء” وفق ما ذكرته وسائل إعلام مغربية.

دلالات الزيارة

واعتبرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، في تقرير لها، أن الزيارة الأولى من نوعها للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية ستافان دي ميستورا إلى دول المغرب العربي “تحمل عدة دلالات”.

وأشارت المجلة المتخصصة في القضايا الإفريقية إلى أن “استقبال الرباط للدبلوماسي الأممي يعكس إعتدالا في موقفها كما تظهر الزيارة رغبة من الأمم المتحدة في إستعادة دورها وإطلاق الحوار لتقرير مصير الصراع في المنطقة”.

وبدأ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء أول جولة له في المنطقة المغاربية يوم الأربعاء وتتواصل إلى يوم 19 كانون الثاني/ يناير الجاري، ما يطرح احتمالات إستئناف عملية التفاوض المتوقفة منذ عام 2019 أخيرًا.

وتشمل الزيارة المغرب ثم مخيمات اللاجئين الصحراويين بجنوب الجزائر حيث يلتقي قادة جبهة البوليساريو ثم الجزائر فالعاصمة الموريتانية نواكشوط.

إخفاق تام

المحلل المتخصص في شؤون المغرب العربي دييري ديسريس، أشار في حديثه لـ”جون أفريك” إلى أن “ترتيب الجولة يبدو منطقيا تمامًا لأن الزيارة الأولى للمغرب أمر طبيعي والجزائر وموريتانيا مراقبان رسميا حتى لو اعتبرت المملكة الجزائر طرفا معنيًا بالصراع”.

وبحسب ديسريس فإن حقيقة أن المملكة توافق على إستقبال ستافان دي ميستورا أولاً “تبدو بمثابة تنازل من وجهة نظر الرباط وهو بالتأكيد موضع تقدير من قبل حلفائها والأمين العام للأمم المتحدة الذي سيرى فيه علامة على حسن النية والإعتدال وفق تعبيره”.

ووفق إيمانويل دوبوي رئيس معهد الأمن في أوروبا “يمكن أن يحقق دي ميستورا إنتصارا صغيرا من خلال تجسيد دور الأمم المتحدة في هذا الملف وإظهار قدرتها على أن تكون جهة فاعلة في التغيير بينما يتم إنتقادها بشدة في ليبيا ومالي”.

ونبه التقرير إلى أنّ جولة دي ميستورا “قد تتحول إلى إخفاق تام في ظل عدم وجود تغير كبير في قضية الصحراء الغربية ومع عدم تحمس الجزائر لخطة الأمم المتحدة إطلاق موائد مستديرة، حول ملف الصحراء وانشغال موريتانيا بملف منطقة الساحل والصحراء ما يجعل من الصحراء المغاربية ملفا ثانويا على أجندتها في الوقت الحالي”.

وتماشياً مع القرار 2602 الذي تم التصويت عليه في الأمم المتحدة في 29 أكتوبر 2021 سيدعو ستافان دي ميستورا إلى إستئناف الحوار السياسي المتوقف منذ عام 2019 من خلال شكل “موائد مستديرة” رباعية تجمع بين المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا لكن الجزائر وقادة البوليساريو رفضوا بالفعل هذه الصيغة ونددوا بما وصفوه بالقرار “الجزئي وغير المتوازن”.

ودعوا إلى “مفاوضات مباشرة” بين المغرب وجبهة البوليساريو بقيادة الاتحاد الأفريقي بحسب ذات التقرير.

دعم للمغرب

وقدم التقرير شرحا طبيعة مهمة دي ميستورا وكيفية توظيف خصاله الدبلوماسية للنجاح في المهمة قائلا إن الدبلوماسي الإيطالي الأصل سيحاول في الرباط تقييم محتوى الدفء في العلاقات بين المغرب وألمانيا وإسبانيا.

وفي الجزائر العاصمة ليس هناك شك في أن نائب وزير الخارجية الإيطالي السابق؛ ستكون له كلمة واحدة تعبر عن موقف روما، التي كثفت مؤخرا تعاونها مع الجزائر.

كما سيلتقي وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة حيث عمل الرجلان معا لوقت طويل عندما كان دي ميستورا ممثل الأمم المتحدة في أفغانستان (2010-2011) ثم في سوريا (2014-2018) بينما كان رمطان لعمامرة عضوا في مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي وهو تقارب يفسر جزئيا معارضة الرباط لترشيحه في صيف 2021 قبل أن يوافق أخيرا.

ويشير التقرير إلى أنّه على الرغم من أن ستافان دي ميستورا ليس معاديا للجزائر إلا أن هناك دعما واسعا داخل الأمم المتحدة للموقف الدبلوماسي المغربي وخطة الحكم الذاتي التي طرحها عام 2007.

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى