كتاب الموقعكلمة في الزحام

ما الفرق بين عود السواك وفرشاة الأسنان…

ما الفرق بين عود السواك وفرشاة الأسنان…  دأبت القيادات “الإخوانيّة” في تونس ومصر وتركيا وغيرها على الظهور في هيئات “حداثويّة “توهم البسطاء من الرأي العام بمواكبة العصر وتحاول تضليله عبر “أكسسوارات” , أقلّ ما يقال فيها أنها من نوع “الكليشيهات” التي لا يمكن أن تنطلي على من عرف أقوالهم وكشف أفعالهم .

يطلّون عادة بذقون نصف حليقة , يرتدون بدلات افرنجيّة مع ربطات عنق كلاسيكيّة – فقط للتميّز عن الشيعة –وهي كثيرا ما تكون عديمة الأناقة وتعوزها الذائقة , يبتسمون للكاميرات بأسنان تستخدم الفرشاة بدل السواك , يصطنعون النكتة السمجة ويحاولون ” التخفيف من دمهم ” في ندواتهم الصحفيّة وهم يلوّحون بأصابعهم ذات الخواتم الفضيّة …ولا بأس من استخدام بعض المفردات الأجنبيّة لمواكبة العصر والتذكير بأنهم كانوا يعيشون في ” منافي” أوروبية وأمريكيّة .

أمّا عن خزّانهم الانتخابي و”حديقتهم الخلفيّة ” من السلفيين والجهاديين والتكفيريين فإنهم يعلنون صراحة – ودون مواربة – قدومهم من كهوف الماضي عبر قمصانهم الافغانيّة ولحاهم المغبرّة , نظرتهم الكارهة لمن لا يشبههم من الوجوه السافرة مع حالة تجهّم وعبوس دائم وهم يجرّون خلفهم نساءهم و”ما ملكت ايمانهم ” من المنقّبات ,يطوفون في المدن الحديثة مثل غزاة في أفلام الرعب , يحاولون افتكاك المنابر في بيوت الله ورفع راياتهم على مؤسسات الدولة الحديثة .

قد يلومني الكثيرون عن تعرّضي لمسألة فرديّة وشخصيّة تكفلها كل القوانين المدنيّة وهي حرية المظهر واللباس……نعم , أنا مع هذا المبدأ إلى حدّ بعيد ..لكنني تفطّنت على أرض الواقع بأنّ مسألة الهيئة لدى قادة ” الاخوان المسلمون” هي ليست مجرّد “لغة ” وطريقة عيش , إنها تخفي تحت أقنعتها الوديعة أنيابا ومخالب ورغبة في تغييب الآخر ……..أمّا عن شركائهم” الصريحين من السلفيين ” فقد أخفت عباءات منقّبات كثيرات – وبالجرم المشهود –أسلحة وسكاكين وأحزمة ناسفة للأمن والطمأنينة والعيش المشترك .

ما الفرق بين عود السواك وفرشاة الأسنان…

يندّد أصحاب ربطات العنق واللحى نصف الحليقة بالعمليات الارهابية التي تستهدف التونسيين في أمنهم هذه الأيام ويحرّضون عليها في السرّ مع شركائهم في لعبة باتت مكشوفة على طريقة الشخصيات النمطيّة للحراميّة والنصّابين في الأفلام العربية …رحم الله توفيق الذقن ومحمود الملّيجي وعادل أدهم وغيرهم من أشرار السينما العربية بحسهم الكوميدي والذين كانوا على عكس هؤلاء “الممثلين الجدد ” .

كلمة في الزحام :

رحم الله الشاعر أحمد شوقي الذي كتب يوما قصيدة الثعلب والديك :
“برز الثعلب يوما في لباس الواعظين           ومشى في الأرض يهدي ويسبّ الماكرين

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى