تحليلات سياسيةسلايد

ماذا سيجري الخميس المقبل؟ وهل سيكون موعدًا لحرب جديدة على غزة؟ وكيف سيكون المشهد؟..

يبدو أن رغبة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في إسالة الدماء الفلسطينية لم تشبع في حربه الأخيرة على قطاع غزة، والتي استمرت لخمسة أيام وأسفرت عن ارتقاء عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ويحاول الأن بطريقة جديدة إبقاء عجلة التصعيد وقتل الفلسطينيين تستمر في دورانها.

فبعد جولة التصعيد الأخيرة على قطاع غزة، تتجه الأنظار الأن نحو مدينة القدس المحتلة، وما سيجري يوم الخميس المقبل، في ظل مخطط إسرائيلي خطير قد يُشعل التوتر من جديد، وسيكون لغزة نصيب الأسد كون هذا التوتر “المدروس” من قبل الاحتلال سيستفز فصائل المقاومة مما قد يجبرها على الرد وإطلاق الصواريخ.

الخميس المقبل هو موعد إطلاق فعالية ما تسمى “مسيرة الأعلام” الاستفزازية والتي طالما يصحبها الكثير من التوتر والتصعيد والمواجهات، لكن هذه المرة ستكون مغايرة في ظل مطالب إسرائيلية متطرفة للحكومة بالسماح للمشاركين في المسيرة باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وهذا الحدث بحد ذاته كفيل بإشعال جولة تصعيد ساخنة وكبيرة.

ولأول مرة، قدَّم ناشطون من جماعة “العودة إلى جبل الهيكل” المتطرفة طلبًا رسميًّا للسماح للمستوطنين المتطرفين بالدخول إلى المسجد الأقصى ضمن مسار “مسيرة الأعلام”، ولم يقتصر طلب جماعات الهيكل المتطرفة على اقتحام الأقصى ضمن “مسيرة الأعلام”، بل تعدَّى ذلك إلى طلبها أن يكون الاقتحام من باب الأسباط لا المغاربة.

“مسيرة الأعلام” والتي تعرف أيضا بـ”رقصة الأعلام” يعتبرها الفلسطينيون والعديد من الإسرائيليين عملا استفزازيا من قبل الجماعات القومية وحركات الاستيطان المتطرفة، وعام 1968: نظمت المسيرة لأول مرة على يد الحاخام يهودا حزاني من المدرسة الدينية المعروفة باسم ميركاز هراف-مركز الحاخام وتحولت إلى تقليد سنوي.

وتسود حالة من الغليان والتأهُّب في أوساط الشارع المقدسي مع إصرار الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه على تنظيم ما تسمى بـ”مسيرة الأعلام” الاستفزازية، وبالتزامن مع هذه الأجواء الساخنة انطلقت دعوات فلسطينية لإحياء الفجر العظيم في المسجد الأقصى، الخميس المقبل.

وقررت قوات الاحتلال رفع درجة التأهب إلى أعلى مستوى لها لتأمين “مسيرة الأعلام”، وفق ما ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، وأوضحت الصحيفة أنه من المتوقع أن يشارك في “مسيرة الأعلام” عشرات الآلاف من المستوطنين، إضافة إلى مشاركة عدد من وزراء الاحتلال منهم ما يسمى وزير الأمن القومي المتطرف “إيتمار بن غفير” ووزير المالية “سموتريتش” ووزراء آخرين، وسط مخاوف إسرائيلية من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة مع الفلسطينيين.

ليران تماري مراسلة صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أشارت إلى أن “من السيناريوهات التي يتم أخذها في الاعتبار كجزء من استعدادات الشرطة تنفيذ إطلاق صواريخ كما حدث قبل عامين في معركة سيف القدس 2021، لكن مصدرا مسؤولا في شرطة الاحتلال زعم أن احتمال حدوث هذا التهديد ضعيف، مع الأخذ بعين الاعتبار إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات الجنوبية خلال عملية “درع وسهم” ضد قطاع غزة، ومع ذلك فقد أصدرت الشرطة بيانًا جاء فيه أن المسيرة التقليدية ستقام في يوم القدس هذا العام على مسارها المعتاد، بما في ذلك عند باب العامود”.

وتؤكد الاستعدادات الإسرائيلية الجارية على قدم وساق لتمرير “مسيرة الأعلام”، أن الاحتلال ماضٍ في مخططاته التهويدية والتقسيمية للأقصى، رغم ما يحتمله من مخاطرة مكلفة، تصل حدّ الدخول في مواجهات عسكرية مع المقاومة، مع العلم أن تنظيم المستوطنين لمسيرتهم، واقتحامهم بالمئات باحات الأقصى، وأداءهم لبعض الطقوس التلمودية، بما فيها السجود الملحمي (الانبطاح)، وإصدار الدعوات والترانيم الدينية، ورفع الأعلام الإسرائيلية، يعطي إشارات لا تقبل كثيرا من الشكوك أن الاحتلال يسابق الزمن لفرض الأمر الواقع.

وحذرت المؤسسة العسكرية الاسرائيلية من عمليات تنطلق من الضفة الغربية تزامنا مع مسيرة الاعلام.

رئيس الشاباك السابق يوفاق ديسكن ، قال “علينا جميعاً أن نتجهز لموجة العمليات القادمة أو جولة إطلاق الصواريخ القادمة، لأنها ستأتي في مسيرة الأعلام القريبة، وإن لم تحدث، فبعد وقت قصير، وسيكون من الجيد أن تتذكروا، حينها، أنه لم يتغير شيء بفعل الاغتيالات، ومن الجيد أن نتجهز مرة أُخرى للجولة المقبلة بأسرع ما يمكن”.

وفي هذا الصدد يؤكد لؤي الخطيب عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد، أن رئيس وزراء الاحتلال بينامين نتنياهو يحاول تسويق صورة النصر والزعم بأن غزة مردوعة على ضوء المواجهة الأخيرة، في محاولة للتغطية على فشله وإخفاقه في المواجهة.

وقال الخطيب، في تصريحات له، إن نتنياهو يبحث عن صور وهمية من خلال مسيرة الأعلام، مشيرا إلى أن المستوطنين رفعوا سقف مطالبهم من خلال السماح لهم بالرقص داخل باحات المسجد الأقصى، موضحًا أن جهاز المخابرات والمؤسسة العسكرية ترفض هذه المطالب في تعبير واضح عن حالة الردع التي أصيبت بها المؤسسة الإسرائيلية من إمكانية تدخل غزة.

وأضاف الخطيب: “ليس مطلوب من غزة أن تكون المدافع الوحيد عن فلسطين، رغم وجود قدرة غير عادية لدى المواطن الغزاوي في تحمل كلفة الضريبة؛ لكن القضية الفلسطينية تخصّ الجميع وآن أوان دور أبناء شعبنا في الضفة والداخل المحتل”.

وأكدّ أن غزة لن تتراجع وهي السند القوي لشعبنا والحامية له، واستطاعت أن تحرج العدو في أكثر من معركة، متابعا: “شيء معيب دولة تمتلك قوة عسكرية حديثة جدا، لا تستطيع أن تردع تنظيم محدود الإمكانات ولم تنتصر عليه”.

وذكر أن أول معركة حقيقية ستقودها غزة، ستدرك إسرائيل انها لم تسترد الردع.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى