تحليلات سياسيةسلايد

مخاطر حقيقية من انهيار “سد النهضة” بسبب طبيعة إثيوبيا..

قال د.عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية إن إثيوبيا دولة ذات طبيعة خاصة من الناحية الجيولوجية، مؤكداً أن هناك سدودا تنهار لافتا إلى أن إثيوبيا مختلفة تمامًا وطبيعتها مختلفة.

شراقي أكد أن هناك خطورة حقيقية من انهيار السد، مشيرا إلى أنه إذا وقعت الواقعة، سيحدث طوفان يدمّر السودان، لافتا إلى أن ذلك الأمر الكارثي حدث فى أمريكا: فقد كان هناك سد فى كاليفورنيا يخزن 4 مليارات متر مكعب مياه امتلأ والفيضان موجود، وقد كان هناك ذوبان فى الثلج، فامتلأ خزان السد والمياه فاضت فوق السد وأصبح هناك شلال أسفل السد فقاموا بإخلاء 100 ألف نسمة من السكان من المدن المجاورة للسد، وبدأ الطيران يلقى فى هذه الحفرة صخورًا حتى يحموا جسم السد وساد هلع ورعب لمدة 20 شهرًا داخل أمريكا خوفًا من انهيار السد.

وتابع شراقي في حوار مع” الوفد” متسائلا: “فما بالنا بسد النهضة وسعته 74 مليار متر مكعب، وأيضًا الصين التى قامت بإنشاء أكبر سد فى  العالم لتوليد الكهرباء (22 ألف ميجاوات) ضعف السد العالمى 10 مرات ويقوم بتخزين 44 مليار متر مكعب، أى ما يعادل نصف سد النهضة، ومنذ سنة امتلأ هذا السد والأمطار ما زالت تتساقط، فساد الرعب الصين مثلما حدث فى أمريكا، وهذه هى الصين التى تبنى سدودًا للعالم، فالمخاطر الطبيعية من الممكن أن تكون أكبر من الكل، فهناك مخاطر من قنبلة مائية أقوى من  القنبلة النووية زادت من 11 إلى 74 مليار متر مكعب وليست هناك دراسات تقلل من خطورتها وليس هناك من يضمن الطبيعة.”.

وقال إنه فى حالة انهيار السد سيحدث فناء لأكثر من 20 مليون سودانى، مؤكدا أن هناك خطرا داهما نحن معرضون له، لكن مصر أحسن حالاً بسبب بعد المسافة والسد العالى ومفيض توشكى، لكن السودان سيواجه طوفانًا

أشبه بـ«طوفان» سيدنا نوح أو تسونامى اليابانى، ولن يضار مواطن إثيوبى واحد من انهيار سد النهضة، لأنه لا توجد قرى ولا مصانع ولا مدارس، فهى منطقة نائية.

الحقوق التاريخية

من جانبه حذر أحمد حسين قنديل من التعويل على منطق الحقوق التاريخية لمصر ، مشيرا إلى أن العالم من حولنا لو كان يحترم منطق الحقوق التاريخية، لكان للشعب الفلسطينى وطن منذ زمن بعيد ولما كثرت النزاعات التاريخية فى العديد من دول العالم.

وأضاف أن “هيكل” عبر عن هذا الأمر فى كتابه “أوهام القوة والنصر” الذى كتبه عقب اجتياح العراق للكويت فى 1990 وما تلا ذلك. إذ كان سؤاله للمسئولين العراقيين عقب الغزو هو: كيف حسبتوها؟ وهل تستطيعون؟ .. وعقّب هيكل قائلا: فى السياسة الدولية يكون السؤال الرئيسى هو: هل تقدر؟

وقال إن منطق الضرر المؤكد – هو المدخل الاقوى، مشيرا إلى أن لدينا دلائل على ان هناك ضررا كبيرا قد يحيق بنا.

وتابع قائلا: أولا: هناك ضرر قد يحدث من انهيار السد، وهناك حوادث كثيرة لسدود انهارت أو تم تفكيكها لأسباب او أخري، ولعل أشهرها سد بانكيو على نهر ريو بالصين والذى تسبب انهياره عام ١٩٧٥ فى وفاة قرابة ٢٠٠ الف مواطن وانهيار خمسة ملايين منزل، ويمكن ببحث بسيط على جوجل معرفة أمثلة متعددة لسدود انهارت فى كل بلاد العالم، لهذا كان من حق السودان الأصيل (وأيضا مصر) ان يريا ويفحصا تصميمات لسد مقام على حدودهما ويحجز كمية هائلة من المياه بل ويشاركان أيضا فى الإشراف على الإنشاءات..

ثانيا: هناك الضرر الناجم من نقص كمية المياه لدول المصب، سواء أثناء فترات الملء الأول او فى أثناء فترات الجفاف الممتد واعتقد ان الدكتور عصام حجى قد قام بدراسات ذات قيمة فى هذا

الصدد .. ثالثا: هناك الضرر البيئى الذى قد ينتج عن تغيير فى خواص المياه نتيجة التخزين الممتد وأيضا نتيجة تغير سرعات سريان المياه، والآثار البيئية الأخرى مثل البخر، اختلال النظام الايكولوجى و احتجاز الطمى.”.

وقال إن تغير جودة المياه هو الموضوع الأقل مناقشة حتى الآن، برغم ان الدراسات المتكاملة للأثر البيئى يتم إجراؤها لاى مشروع هندسى صغير، فإن إثيوبيا لم تقدم لمصر أو السودان دراسات متكاملة عن الأثر البيئى على دول المصب.

وخلص إلى أن المنطق الاقوى و الذى يفهمه العالم من حولنا و يتعاطف معه هو منطق الضرر المؤكد والناجم نتيجة التصرفات الأحادية لنهر عابر للدول، لافتا إلى أن حق مصر فى الدفاع اذا تعرض أمنها القومى لضرر مؤكد وهو أمر مفهوم يجب ألا يكون محل نقاش.

واختتم مؤكدا أن الدفاع هنا يشمل القوة الناعمة من مفاوضات وتليين المواقف وإقناع العالم بعدالة مطالبنا.

تجدد حرب التيجراي

في سياق آخر قال الباحث عمار علي حسن إنه كلما اشتدت الأوضاع الداخلية في إثيوبيا سوءا، هرعت الحكومة إلى سد النهضة، لتجعل منه الفرصة الوحيدة التي يلتف حولها الشعب الإثيوبي.

وتساءل حسن: لماذا لا تبحث أديس أبابا عن طريقة أخرى لتحقيق التكامل الوطني والتماسك الاجتماعي من دون الإضرار بجيرانها؟

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى