بين قوسين

من علامات النضج !!!

جولي الياس خوري

من علامات النضج .. عندما تصل الى مرحلة  تشتاق الى لتفاصيل بيت أهلك اللذي كنت تشعر أنه عتيق ومليء بالأغراض و(الكراكيش) المتراكمة فوق بعضها البعض وتهرب منها ..

والآن  تخطر على بالك تلك الخزانة المليئة بالكراكيب القديمة والعلب الصغيرة والتي  فيها تفاصيل طفولتك البايخة العادية.. من قلمك الرصاص الذي  كنت تعضه  .. وممحاتك اللتي كنت تبخشها .. لرسماتك اللي كانت امك تعتبرها لوحات عالمية رائعة ..  وتفيض دموعها كلما شرحت لها ما هو قصدك وماذا تعني هذه  (الشخابيط) ..

الى مرحى نلتها من الاستاذ بسبب املاء حصلت فيها على علامة تامة  ١٠ على ١٠ احسنت … وشهادة  شكر كبيرة كونك كنت اكثر تلميذ شارك بحصة القومية العربية تلك المادة  المفزلكة التي يكرهها الجميع ولكنك انت الشاطر في صف الكلام وتنميق الكلمات

لتنتقل الى دفتر ملون  صغير مليء بكلمات  الذكرى و الحب التي كتبها لك  رفاقك آخر السنة الدراسية .

” اكتب لك بالاحمر لتدوم المحبة اكتر .. اكتب لك بالرصاص لتكون الصداقة باخلاص .. واكتب لك بالمقلوب لتدوم المحبة بالقلوب ..

وبالازرق والاحمر … ”

هههههه

وبينهم  ورقة صغيرة مجعلكة  ومطوية كتبت فيها مشاعرك الطفولية البريئة لتقولها لأمك وأبيك في عيد الميلاد .. كم  تحبهم  و ما هي الهدية التي تريدها  .. ومئة ورقة مجعلكة  ، فيها قصص حب لم يكتمل ومنها محاولتك لكتابه رسالة الى شخص احببته من طرف واحد مبتلة بالدموع ، ومعها كاسيت أغنية هاني شاكر ( نسيانك صعب اكيد ..) (وعيد ميلاد جرحي أنا ) لم ترسلها  بآخر لحظة لأن  كبرياءك منعك وعلى الاغلب فان هذا الشخص كله لا يعلم شيئا ولا يشعر  بشي ولا يعلم  فيك كلك على بعضك ..

بيت اهلك العتيق هو الوحيد الذي يحتفظ بكل سخافاتك و براءتك .. ويقدر شخابيطك وأفكارك التي يعتبرها  عظيمة ويحمي  ذكرياتك ..

بيت اهلك العتيق .. اصبحت تشعر الآن أنه   اكثر مكان حميمي و دافئ  … وتشتاق اليه  من بعيد ..

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى