افتتاحية الموقع

من غزة إلى سوتشي : سوريا و استقرار المنطقة !!

بينما كان (إبراهيم كالن) الناطق باسم أردوغان يؤكد الأسبوع الماضي أن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا قد تبدأ في أي وقت كان معلمه الرئيس التركي يقول أمام بوتن ( إن المباحثات مع الرئيس الروسي تودي دائماً إلى نتائج عملية في سوريا). في هذه الأثناء بدأت إسرائيل عدوانها على غزة باغتيال قيادي في حركة الجهاد الإسلامي( تيسير الجعبري) مع سلسلة غارات على أحياء غزة استمرت لأيام.  وإذا كان أردوغان في سوتشي يحاول مجدداً الحصول على ترخيص روسي لعمليته العسكرية في سوريا بحجة مكافحة الإرهاب فإن رئيس وزراء إسرائيل لبيد أيضاً يعتدي على غزة بذريعة (تهديد إرهابي داهم)، وكلاهما أردوغان ولبيد، يشعل كل منهما المنطقة من طرفه على وقع زيارة بيلوسي لتايوان واستفزازها للصين التي بدأت مناورات في بحر الصين الجنوبي تصل نارها إلى المياه اليابانية رداً على زيارة بيلوسي. وكل ذلك على أرضية استمرار الحرب الروسية الاوكرانية، وانسداد أفق العملية السياسية في العراق، فما الذي يجري في المنطقة والعالم؟؟؟
‏لم يخف أردوغان ارتياحه للتنسيق مع بوتين بما يشي بعدم إرتياحه  الكامل للتنسيق مع إيران. لذلك أتت قمته مع الرئيس الروسي في سوتشي بعد أسبوعين فقط من لقائهما في طهران. ورغم استمرار تلويحه بالعملية العسكرية شمال سوريا فإن أردوغان وبسبب استبعاد أميركا لتركيا من (عقيدتها الجديدة) يركز على استبدال التعاون مع واشنطن بالتنسيق مع روسيا، خاصة ضد حلفاء واشنطن في سوريا قوات سوريا الديمقراطية. وضمن هذا التعاون مع روسيا ، وفي ظلال التلويح بالعملية العسكرية، فإن المعلومات تقول ان أردوغان خضع أخيراً لحقائق الواقع. ويقال أنه بدأ  التجاوب لمقترحات روسية إيرانية للتنسيق مع الحكومة السورية كبديل للعملية العسكرية .ألم يقل أردوغان أثناء عودته من سوتشي ان بوتين (نصحه بالتنسيق مع الاسد) لمعالجة المخاطر التي يشكلها نظام الحكم الذاتي الكردي الذي يخشى أردوغان أن تكون واشنطن قد اقتربت من الاعتراف به، والتنسيق المقترح مع الحكومة السورية يقوم على أساس السيادة الكاملة للدولة السورية على أرضها وشعبها ومؤسساتها. كما شدد البيان الختامي لقمة بوتين أردوغان يوم الجمعة (على أهمية صون وحدة سوريا السياسية وسلامة اراضيها) كما جدد الزعيمان  تأكيد عزمهما على العمل المشترك والتنسيق بين البلدين في محاربة كافة التنظيمات الإرهابية. وهذا الاعتراف العملي التركي بسيادة الدولة السورية  يقرب سوريا وتركيا من التفاهم والتنسيق وفق مبدأ حسن الجوار. رغم ان سوريا تحتفظ  بحذرها تجاه مناورات وتلاعب أردوغان. وربما يكون لروسيا وإيران دور ضامن لأي تفاهم و دور يدفع بالمنطقة لإيجاد حلول تساعد على استعادة الحكومة السورية بسط سلطتها وسيادتها على أرضها وثرواتها ومؤسساتها. السؤال الآن، هل تنجح روسيا بإنجاز تفاهم بين سوريا وتركيا يلغي العملية العسكرية التركية ويدفع المنطقة نحو  حلول سياسية واقعية وعملية؟؟؟ أم أن أردوغان سيعود للتلاعب به و المناورات؟؟ وهذا ما تشكك به الحكومة السورية وتخشاه  وتحذر منهم..
‏إن الدفع لاستعادة سوريا سيادتها الكاملة، والولوج في طريق حلول سياسية عملية وواقعية ليس مصلحة سورية فقط بل هو أيضاً مصلحة للأمن القومي التركي ومصلحة لروسيا وإيران. كما أن كل ذلك يعيد سوريا إلى فعالياتها الطبيعية في المنطقة كعامل استقرار ضروري لأي تحرك عربي يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه. ضمن عملية سلام عادل وشامل، وهو الاستقرار الذي يعيد للمنطقة طاقة العروبة الجامعة المحفزة للتنمية والارتقاء الشامل.
‏ترى هل يستثمر أردوغان الوساطة الروسية الإيرانية ويصدق في التنسيق مع الحكومة السورية ضد المشاريع الأمريكية في شمال سوريا؟؟ وهل يفهم أن كل ذلك سيصبح في مصلحة تركيا وسوريا والمنطقة، ويجنب الجميع كوارث إشعال الحروب من اوكرانيا إلى تايوان، إلى غزة، إلى اليمن، إلى العراق.؟؟؟!!!!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى