تحليلات سياسيةسلايد

هدوء نسبي في السودان مع دخول الهدنة حيز التنفيذ

احدث اتفاق وقف إطلاق النار الخاضع لمراقبة دولية هدوءا نسبيا على ما يبدو بعد معارك ضارية في الخرطوم رغم ان عددا من السكان اكدوا سماعهم لدوي نيران مدفعية في مناطق بالعاصمة السودانية كما حلقت طائرات حربية في سماء المدينة يوم الثلاثاء بينما ضغطت كل من الرياض وواشنطن على طرفي النزاع لاحترام الاتفاق.

وأشارت تقارير إلى شن ضربات جوية ليلا في منطقة واحدة على الأقل بعد بدء سريان وقف إطلاق النار الليلة الماضية حيث سمعت نيران مدفعية كثيفة قرب قاعدة وادي سيدنا العسكرية في ضواحي العاصمة.، وبخلاف ذلك تحدث بعض السكان عن هدوء نسبي.

ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر ترك اليوم الأربعاء ما يحدث في السودان بأنه “مفجع” ودعا مباشرة طرفي القتال إلى وقف العنف الجنسي وحماية المدنيين.

وقال ترك في إفادة صحفية في جنيف “الجنرال (عبد الفتاح) البرهان، الجنرال (محمد حمدان) دقلو عليكما أن تصدرا تعليمات واضحة لا لبس فيها لكل من يأتمرون بأمركما تفيد بعدم التسامح على الإطلاق مع العنف الجنسي… يجب حماية أرواح المدنيين ويتعين عليكما وقف هذا العنف عديم المعنى على الفور”.

وجرى الاتفاق على الهدنة خلال محادثات استضافتها مدينة جدة السعودية يوم السبت بعد معارك ضارية استمرت خمسة أسابيع بين الجيش وقوات الدعم السريع. وتتابع السعودية والولايات المتحدة هذه الهدنة التي تهدف إلى السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية.

وأصدر البلدان بيانا مشتركا في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء قالا فيه إن تحضيرات بدأت لعمليات الإغاثة الإنسانية.

وكتب نشطاء إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان يرحبون باتفاق وقف إطلاق النار لكنهم اشتكوا من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تُرتكب بحق المدنيين قالوا إنها وقعت مع احتدام القتال وطالبوا بفتح تحقيق فيها.

وقال نشطاء وعمال إغاثة إن لجان الأحياء التي كانت في طليعة جهود الإغاثة المحلية في العاصمة الخرطوم تستعد لتلقي المساعدات، مشيرين إلى أن كميات كبيرة من المساعدات التي وصلت إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر لم تُوزع بعد في انتظار الحصول على التصاريح الأمنية.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود التي تدير مشروعات في عشر ولايات في السودان إن العنف اندلع في أجزاء من البلاد بينها مدن في إقليم دارفور الغربي.

ونفت قوات الدعم السريع الاتهامات التي وجهتها لها وزارة الصحة السودانية بالاعتداء على مستشفى أحمد قاسم في بحري واحتلاله قبل وقف إطلاق النار بقليل والتمركز في مستشفى آخر في بحري صباح يوم الثلاثاء واصفة ذلك بالاكاذيب.

وزاد اتفاق وقف إطلاق النار من الآمال في استراحة من الحرب التي تسببت في نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص من ديارهم، من بينهم أكثر من 250 ألف فروا إلى دول مجاورة.

وقال عاطف صلاح الدين (42 عاما)، وهو من سكان الخرطوم “أملنا الوحيد أن تنجح الهدنة حتى نتمكن من العودة إلى حياتنا الطبيعية والشعور بالأمان والعودة إلى العمل مرة أخرى”.

وبالرغم من استمرار القتال خلال سريان فترات سابقة لوقف إطلاق النار، فإن هذا هو أول وقف لإطلاق النار يأتي بناء على اتفاق رسمي بين الجانبين بعد إجراء مفاوضات.

ويشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن آلية المراقبة ستكون “عن بعد”، دون أن يقدم أي تفاصيل.

وأضاف بلينكن في رسالة عبر مقطع فيديو “إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، سنعرف، وسنحاسب المنتهكين من خلال عقوباتنا وأدوات أخرى تحت تصرفنا”.

كما قال “محادثات جدة تركز على نطاق محدد. إنهاء العنف وتقديم المساعدة للشعب السوداني. الحل الدائم لهذا الصراع سيتطلب ما هو أكثر بكثير”.

وقالت السعودية والولايات المتحدة في البيان المشترك إن طرفي الصراع في السودان لم يلتزما بعدم السعي وراء تحقيق مكاسب عسكرية قبل بدء وقف إطلاق النار أمس الاثنين. وجاء في البيان أن ممثلين للجنة المتابعة والتنسيق عملوا على “ضم قيادات الطرفين في السودان للحديث عن الادعاءات بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار”.

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية في إفادة صحفية إن الولايات المتحدة ستضغط على الجانبين لوقف العنف وستستخدم “أدوات إضافية” لم يحددها إذا لزم الأمر.

وتبادل الجانبان الاتهامات بمحاولة الاستيلاء على السلطة في بداية الصراع في 15 أبريل/نيسان.

وكتب نشطاء سودانيون رسالة إلى فولكر بيرتس مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان يشكون فيها من القصف العشوائي والغارات الجوية على مناطق سكنية وكذلك أخذ المدنيين كدروع بشرية وعمليات القتل خارج نطاق القضاء والتعذيب والعنف الجنسي.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن العنف والنهب والتحديات الإدارية واللوجستية عرقلت دوما الجهود المبذولة لتوسيع نطاق أنشطتها منذ بدء القتال في 15 أبريل/نيسان.

وقال جان نيكولاس أرمسترونج دانجلسر، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان “إننا نشهد انتهاكا للمبادئ الإنسانية، والمساحة المتاحة للعاملين في المجال الإنساني للعمل تتقلص على نطاق نادرا ما رأيته من قبل”.

وتضغط الأزمة على الدول المجاورة للسودان.

وقال مسؤول كبير بالصليب الأحمر يوم الثلاثاء إن اللاجئين السودانيين يتدفقون على تشاد بسرعة كبيرة لدرجة يستحيل معها نقلهم جميعا إلى أماكن أكثر أمانا قبل بدء موسم الأمطار في أواخر يونيو حزيران، مما قد يعني احتمال وقوع كارثة.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الأسبوع إن ما بين 60 و90 ألفا فروا إلى تشاد المجاورة منذ اندلاع العنف في السودان الشهر الماضي.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى