البعض من السوريين وليس بالقليل .. يتخوفون من القادم!!
لم أخف يومًا من ابن بلدي المختلفين عني في الدين، فقد عشت بينهم، وعملت معهم في جميع المجالات الإنسانية. لم أجد فيهم إلا الخير والإنسانية، إذ تجمعنا القيم المشتركة التي تعلو فوق أي اختلاف. لكن خوفي دائمًا كان ممن لا يخافون الله، ممن يظلمون الناس، ويتسلطون عليهم، ويستغلون السلطة لإرهابهم وقمعهم تحت مسميات يختلقونها، مثل: “إضعاف الشعور الوطني” أو “وهن عزيمة الأمة”! أي منطق هذا الذي يُبرر القمع والاستبداد؟
الخوف الحقيقي يكمن في التطرف، أيًا كان مصدره أو شكله، وفي الأشخاص الذين لا يقبلون الآخر المختلف عنهم، والذين يكفّرون من لا يشبههم، ويرهبون الناس بمحاولات فرض طريقتهم في العبادة أو أسلوب حياتهم على الجميع. هؤلاء يشكلون الخطر الحقيقي على المجتمع، لأنهم يزرعون بذور الكراهية بدلًا من التعايش، ويستبدلون التسامح بالتعصب، والتفاهم بالصراع.
لم أقف يومًا مع الظالم، ولن أفعل ذلك أبدًا. أؤمن أن شعبنا طيب ومعدنه نقي، ويخاف الله ويحترم حقوق الآخرين. صحيح أن سنوات الظلم والقمع والخوف تركت جراحًا عميقة، وهناك من انظلم وعانى ودفع أثمانًا باهظة ويبحث عن حقه. ولكن في المقابل، هناك أيضًا من قد يستغل هذه الظروف ليخرب، أو ليزرع الخوف بين الناس، أو ليغرس الشك في القلوب حول المستقبل وما هو قادم.
الحل الأول: القانون والعدالة
علينا أن نبدأ بتطبيق القانون، وتحقيق العدالة، ومحاسبة كل من ارتكب الجرائم بحق الشعب. العدالة الانتقالية هي الأساس لضمان حقوق المظلومين واستعادة الثقة بين أبناء الوطن.
الحل الثاني: نشر الوعي السياسي والمجتمعي
يجب أن نعمل على نشر الوعي السياسي والمدني في المجتمع، وأن نتعلم كيف نعرف الآخر ونتقبله كما هو. يجب أن نرسخ ثقافة الاحترام المتبادل، وأن نبني وطنًا يحتضن الجميع، وطنًا يقوم على التعددية والاختلاف واحترام وجهات النظر المتباينة.
الحل الثالث: انتخابات نزيهة وحرة
الخطوة الأساسية هي إجراء انتخابات نزيهة يشارك فيها جميع أبناء الوطن. حينها، يجب أن نحترم اختيار الشعب، أيًا كان، وأن نعمل بجد في إطار القانون والمنافسة الشريفة لتحقيق الأفضل في الجولات القادمة.
نحو وطن يتسع للجميع
إن سوريا بحاجة إلى الحرية والعدالة والحنان. إذا كنا نخشى أن تعود الأفكار المتطرفة للسيطرة، فإن الحل يكمن في نشر الفكر الوطني الجامع الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
وإذا اختار الشعب طريقًا ما، فعلينا أن نحترم اختياره ونعمل بجد لإقناع الناس في المستقبل بفكر ورؤية أفضل. سوريا تستحق الأفضل، ولن يتحقق ذلك إلا بالحرية والعدالة والقانون.لنقف جميعًا معًا، لأن سوريا تحتاج منا العمل والوفاء.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة