هل العقل هو الله؟؟
هل العقل هو الله؟؟ عندما كنت أقرأ وأنا بعد غلام بولع كبير ، بدأت أشعر بأن المطالعة تغدو عملاً يساعدني على فهم الحياة بشكل أعمق ، وأن الكون على إتساعه قد غدا هدفاً جدّياً خالصاً لإكتشاف أسرار الحياة البشرية وعلاقة كل هذه الأسرار بالنظام الكوني الخارق ، وهكذا شرعت أتجرأ على خوض مغامرة الإكتشافات المعرفية الصعبة والتي تتجدد بإستمرار، وتزداد صعوبة وأنني ما أزال بفضولي المعرفي مأخوذاً بمتابعة القراءة النهمة من دون توقف لحظة واحدة .. والآن إلى أين وصلت في مغامرات القراءة و التفكير فيما أقرؤه ؟
كان أول مالاحظته عندئذ أن تفكيري لم يعد منحصراً في الطروحات التي تأخذني إلى فضاءات يرفضها المجتمع ، بل صرت مُعرضاً إلى خوض تجربة عجيبة مخيفة يعاقب عليها القانون في البلاد الشبيهة ببلدي أي التي تسيطر فيها قوانين شرعية رسمية رادعة من يحاول رفض التقاليد العريقة في القدم والقائلة بأن المعرفة لها حدود لا يجوز تجاوزها ، وأن من يتحدى هذه الحدود مثل مجتمعاتنا العربية ، كأن يحاول أحدنا مثلاً التصريح بما وصل إليه من أفكار مخالفة للشرائع السائدة حين يتجرأ على أن يعلن عن شكوكه في أن هذا الكون يحكمه قانون المصادفات العشوائية و أنه بالتالي لا وجود لخالق هذا الكون العجيب بمساحاته وأبعاده الشاسعة وتغيراته المعقدة ، و إن لا فمن أين أتى هذا الخالق ؟ ..من العدم ؟؟ !و هكذا يصل أحدنا إذا ما تابع تساؤله إلى مرحلة لا جواب مقنع عليها إطلاقا !
ولكن العلم الجديد لا يقامر في طروحاته حول الخالق والكون حين يقول إذا لم يوجد شيء من قبل على الإطلاق فلا شيء يمكن أن يوجد الأن فالعدم لا ينتج عنه إلا العدم ، و معنى ذلك أن أي شيء وجد دائما هو شيء غير مادي ، و يبدو أن الحقيقة غير المادية الوحيدة هي ” العفل” فإذا كان العقل هو الشيء الذي وجد دائما فلا بد من أن تكون المادة هي من خلق عقل أزلي الوجود ، وهذا يشير إلى وجود كائن أزلي هو الذي خلق كل الأشياء وهذا الكائن هو الذي نطلق عليه إسم الله !…و خير ما نختم به مقالنا هو ما قاله العالم الكبير آينشتاين :
” الله لا يلعب النرد”!