تحليلات سياسيةسلايد

هل بدأت مِصر السّير على خُطى السعوديّة في التمرّد على الإملاءات الأمريكيّة المُهينة؟

هل بدأت مِصر السّير على خُطى السعوديّة في التمرّد على الإملاءات الأمريكيّة المُهينة؟… تعيش الإدارة الأمريكيّة هذه الأيّام حالةً من السّعار التي قد تُؤدّي إلى خسارتها ما تبقّى من حُلفاءٍ لها في مِنطقة الشّرق الأوسط تتمثّل في مُحاولاتها تحويل بعض دول المِنطقة إلى أتباعٍ أذلّاء لها، وعليهم تنفيذ إملاءاتها فورًا ودون أيّ نقاش.

بالأمس كشفت “صحيفة “وول تسريت جورنال” أن الإدارة الأمريكيّة مارست ضُغوطًا كبيرة على مِصر من أجل اغلاق مجالها الجوّي أمام الرّحلات العسكريّة الروسيّة بهدف قطع الطّريق الوحيد المُتبقّي لموسكو للوصول إلى قواعدها الاستراتيجيّة في سورية، ولكنّ السّلطات المِصريّة رفضت التّجاوب معها، وأصرّت على المُضي قدمًا في فتح أجوائها أمام الطائرات العسكريّة الروسيّة، وأغلقت الأبواب في وجه الإدارة الأمريكيّة، رغم العلاقات الوثيقة بين القاهرة وواشنطن، وتلقّي الأولى مُساعدات سنويّة تزيد عن المِلياريّ دولار.

مِنطقة الشّرق الأوسط تشهد حاليًّا حالةً من التمرّد ضدّ الولايات المتحدة من قِبَل حُلفائها، بدأت بالمملكة العربيّة السعوديّة برفضها طلباتٍ أمريكيّة برفع إنتاجها من النفط لتخفيض الأسعار، في تحدٍّ واضحٍ للبيت الأبيض، وعمّقت (أيّ السعوديّة) علاقاتها مع روسيا بتوقيع اتّفاق “أوبك بلس” الذي تبنّى خططًا مُعاكسةً بتخفيض إنتاج النفط لا زيادته.

السّلطات المِصريّة حافظت على علاقاتها القويّة مع روسيا، وأجرت مُناورات عسكريّة معها، وفتحت قواعدها الجويّة أمام الطائرات الروسيّة، وتردّدت أنباء عن وجود قواعد عسكريّة روسيّة في السّاحل الشّمالي لمِصر، ولكنّ مُتَحدّثًا مِصريًّا نفى هذه التّسريبات.

قرأنا في الشّهر الماضي تسريبات أخرى تقول بأنّ مِصر اتّفقت على تزويد روسيا بأربعين ألف صاروخ تُنتجها مصانعها الحربيّة لمُساعدتها في الحرب الأوكرانيّة، ولكنّ مُتحدّثًا مِصريًّا نفى هذه التسريبات وأكّد أن بلاده تقف على مسافةٍ واحدة من طرفيّ الحرب الأوكرانيّة، ولكن هُناك مثل يقول “لا دُخان بلا نار” وأن العلاقات المِصريّة الروسيّة تتطوّر بشَكلٍ مُتسارع في جميع المجالات، والعسكريّة خاصّةً.

الرئيس عبد الفتاح السيسي ذو الخلفيّة العسكريّة، يُفضّل إقامة جُسور التعاون العسكري مع موسكو، مثلما تقول مصادر مُقرّبة منه، ويُعتبر من أبرز المُعجبين بحُكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسِياساته ومن بينها التّحالف مع الاتّحاد السوفييتي، وتسليح الجيش المِصري بالأسلحة الروسيّة، ولهذا ليس غريبًا عليه أن يرفض هذا الطّلب الأمريكي الوَقِح.

أمريكا تخسر حُلفاءها العرب، الواحِد تِلو الآخر، بسبب غطرستها، والتعامل بصُورةٍ دُونيّةٍ معهم، وتتبنّى مجازر دولة الاحتِلال وتدعمها في المحافل الدوليّة، ولا نأمل أن يكون هذا التمرّد على السّياسة الأمريكيّة المُتمثّل في رفض إغلاق الأجواء أمام الطائرات الروسيّة صحيحًا فقط، وإنّما أن يتطوّر أكثر في زيادة جُرعة التمرّد هذه لمصلحة زيادة التعاون العسكري مع روسيا، وتقليص الاعتماد على نظيره الأمريكي إلى الحُدود الدّنيا، لأنّ مُعظم المُساعدات الأمريكيّة لمِصر تذهب لشِراء معدّات وقطع غيار عسكريّة لطائراتٍ مُقاتلةٍ هَرِمَةٍ “إف 16″ و”إف 15” مُعظمها منزوعةٌ من التكنولوجيا الحديثة.. واللُه أعلم.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى