دراما سورية
دراما سورية…. جاءت الأحداث السورية سنة 2011، واختلف “إخوة التراب” وتفرقوا من جديد.. وكان الجار التركي فاعلا في الأحداث، تماما كما هو المشهد في المسلسلات.. وها هي الطبيعة اليوم، تتدخل بكامل قسوتها، لتقول كلمتها وتتيح المجال لأخذ العبر.
أليس هذا قولا على قول، وسيناريو ساخن الأحداث، متماسك الأحداث، ومترامي الأجزاء في مسلسل اجتماعي وقع إنجازه في ورشة كتابة جماعية، وبإشراف الطبيعة لاعبة النرد وصانعة الأقدار والمصائر المتقلبة.
هذا على مستوى البعد المحلي والإقليمي لهذه الدراما السورية التي شاركت فيها الطبيعة بقسوتها، قسوة الإنسان بظلمه وجبروته، أما القراءة الثانية فتخص العالم بصورة أشمل، سواء بانخراطه وتورطه في الأحداث السورية على المستوى السياسي والعسكري الميداني أو بالظلم الذي ألحقه بالطبيعة فعادت تنتقم بطريقة عشوائية وعمياء.
الطبيعة لا تهتم كثيرا بتقدم الإنسان أو التقنيات المُدهشة التي ينتجها من ناحية، ومن ناحية أخرى تعتبر رسائل تحذيرية مُباشرة للإنسان أن العبث بالطبيعة سيؤدي في النهاية إلى دمار الإنسان نفسه قبل أي شيء آخر.. والزلازل التي يقرأها الكيديون من القوى والعقائد المتطرفة على أنها حالة عقاب إلهي، ليست بمأمن عما تعبث به الأيادي البشرية من تجارب نووية في باطن الأرض وغيرها.
أما الخلفية الدرامية التي تدور فيها هذه الأحداث، فتتضمن عناصر محرضة تساهم في تصعيد الأزمة، وهي قوى الغش والفساد المالي، إذ يشير ناشطون إلى الانهيار السريع لبعض المباني التي شيدها بعض التجار أخيرا دون مراعاة قدرتها على تحمل الزلازل، وهو ما أدى إلى انهيارها.
ويضاف إلى ذلك كله، وجود عدد كبير من المنازل المتهالكة التي يقطنها مدنيون نتيجة الظروف الاقتصادية المتردية، وكثير من هذه المنازل كانت قد تعرضت للقصف والتدمير الجزئي في أوقات سابقة.
تلك كانت مسحة سريعة للدراما السورية التي تتداخل وتتشابك فيها عوامل كثيرة ومتشعبة لا تخلو من مفارقات ساخرة بمرارة كاستحضار السوريين لمثلهم الشعبي السائد “فوق الميتة عصّة قبر”.