كتاب الموقعكلمة في الزحام

خرفان قوم عند قوم….”الخورفة”على طريقة “النهضة”

خرفان قوم عند قوم….”الخورفة” على طريقة “النهضة” في تونس وبقية بلاد المغرب العربي عموما – لا يستقيم عيد الاضحى لدى جميع الفئات والطبقات الاجتماعية دون أضحية حيّة من الخرفان، تنحر صبيحة يوم العيد في حماسة شديدة الغرابة وباهظة التكلّف والتكاليف، لا صلة لها بالتشريع الاسلامي الذي يريد بالناس اليسر وليس العسر …. ويتمّ كلّ ذلك ضمن طقوس احتفاليّة محمومة … وما أنزل الله بها من سلطان .

كان يمكن لهذه الاحتفاليّة أن تستمرّ حميدة، خصوصاً وأنّ لها تفسيراً فقهيّاً لدى المذهب المالكي السائد، لولا الضائقة الاقتصاديّة الخانقة والنفق المظلم الذي أدخلت فيه الحكومة المرتبكة البلاد والعباد وزادت من معاناة الذين ازداد فقرهم فقراً في مثل هذه المناسبات التي ضاعف من جشع “الجزّارين والسلاّخين والشوّائين الجدد” : أي حركة “النهضة” ومن يدور في فلكها من المنتفعين والسماسرة الجدد.

استوردت حكومة “الترويكا “هذا العام قطعان الخرفان من اسبانيا بالعملة الصعبة في الوقت الصعب، كذلك قامت بالفعل نفسه في السنة الماضية حين استجلبت عشرات آلاف الرؤوس من رومانيا – انظروا إلى هذا “الانفتاح ” – وبمئات الآلاف المؤلّفة من رأس المال الوطني الذي بات يعاني من “انقراس” مزمن في كل فقراته وينذر بشلل دائم في اقتصاد البلاد.

ليت الأمر قد توقّف عند هذا الحدّ من الرعونة وسوء التدبير والتصرّف في ثروات البلاد، بل تعدّاه إلى” عربدة ” فاضحة من “لدن” هذه الحكومة التي تسمسر في شعبها وتعيد بيع المال إلى صاحبه الأصلي – كما في حكايا الحمقى والمغفّلين – عبر التحكّم في الأسواق والعملاء والوكلاء، بل وتريد أن ترشي به ضعاف النفوس والمسحوقين كي يعيدوا انتخابها بعد أن فقدت شرعيتها ومشروعيتها .

ولأنّ ليس للسقوط قاع، فإنّ هذه ” البليّة ” التي تسمّي نفسها حكومة قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء وراحت تعامل المواطن البسيط كخروف جاهز للذبح والسلخ والفرم عبر خروف قادم من خلف البحار حين عزّ الخروف الوطني أو أوشك على الانقراض في لعبة “الأضحية ” التي تمارسها بسكاكين تسنّ على أصنام الشرعيّة الفاسدة والمزوّرة .

ليس من اللاّئق طبعاً أن نشبّه المجتمعات بقطعان الخراف في صبرها أو حتى بالذئاب في غضبها مهما بلغ إغواء المقاربة، لكنها حتماً ستنقضّ على هذه الجماعة المتشدّقة زوراً ونفاقاً بالحديث الشريف ” كّلكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته ” …. وخير دليل على ذلك ما يحدث الآن من غليان في طناجر الحصى التي سيطعمها الشعب الصابر لمن يعدّها له في طمأنينة وتسويف و”خورفة” بلغت أشدّها، خصوصاً في زحمة الأعياد والمواسم والمناسبات.

كلمة في الزحام:

ما يستهجنه جماعة “النهضة ” الإسلامية أنّ قسماً هائلاً من التونسيين يجمعون أيام العيد بين موائد الشواء وتلك التي نعتها مالك بن أنس بـ”أم الكبائر ” في مفارقات وطقوس اجتماعية غريبة لا يعرفها إلاّ من عاش في تونس.

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى