تحليلات سياسيةسلايد

أميركا تدرس الانسحاب من سوريا: تصاعد المقاومة يثمر؟

علاء حلبي 

أميركا تدرس الانسحاب من سوريا: تصاعد المقاومة يثمر؟….على وقع العمليات المستمرّة التي تستهدف القواعد الأميركية في سوريا، والتي زادت حدّتها على خلفية العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركياً على قطاع غزة، نشرت وسائل إعلام أميركية بينها موقع «المونيتور» ومجلة «فورين بوليسي» تسريبات متقاطعة تحدّثت عن انسحاب وشيك للقوات الأميركية من سوريا، وهو ما جرت مناقشته خلال اجتماع لـ«مجلس الأمن القومي» في البيت الأبيض، في الثامن عشر من الشهر الحالي.

أميركا تدرس الانسحاب من سوريا: تصاعد المقاومة يثمر؟

وأتى ذلك بناءً على طلب وزارة الدفاع تشكيل «لجنة السياسات المشتركة بين الوكالات» (IPC)، والتي تضم ممثلين عن وزارة الخارجية و وكالة الاستخبارات المركزية. لمناقشة جدوى الوجود الأميركي، وأفضل سبيل لإنهائه أيضا. وهو ما اعتبرته التسريبات «قريباً جداً».

وفي وقت ذكر فيه «المونيتور» أن الإدارة الأميركية طرحت خطة على «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) للدخول في شراكة مع الحكومة السورية في الحملة ضد تنظيم «داعش»، نفت مصادر كردية تحدثت إلى «الأخبار» تلقيها أي معلومات عن نية واشنطن الانسحاب. ما يعني أن القرار الأميركي نوقش من دون النظر إلى مصالح الحليف الكردي. وتتزامن هذه التسريبات مع الضغوط العراقية المستمرة على القوات الأميركية. والمتمثلة في الاستهداف المتواصل لقواعدها في سوريا والعراق. والذي تسبب بأضرار مادية وبشرية تتستّر عليها واشنطن.

كما تأتي بعد أقل من 24 ساعة على موافقة البرلمان التركي على قرار انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي ظل تغاضي واشنطن عن الهجمات التركية غير المسبوقة على مناطق السيطرة الكردية في سوريا والعراق، والتي تترافق مع مطالب مستمرة من أنقرة بانسحاب القوات الأميركية من سوريا، في ما يشكل إحدى أبرز نقاط التوافق بين دول مسار «أستانا»، الذي تعقد جولتها الـ21 في العاصمة الكازاخية.

طرح موضوع الانسجاب لبس أمرا جديداً

ولا يعتبر طرح الانسحاب من سوريا أمراً جديداً. إذ كانت واشنطن قرّرت سحب قواتها نهاية عام 2018 خلال عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب. قبل أن يتراجع الأخير عن قراره الذي اقتصر حينها على انكماش للقوات في بعض المناطق النفطية، بالإضافة إلى قاعدة «التنف» عند المثلّث الحدودي مع العراق والأردن، جنوبي البلاد. وبالرغم من ذلك، هرعت «قسد» نحو دمشق وموسكو حينها بحثاً عن اتفاق ما. قبل أن تتعثّر المفاوضات في ظل رفض الحكومة السورية أي حديث عن استمرار «الإدارة الذاتية».

ومنذ التدخل الأميركي في سوريا عام 2014، بذريعة محاربة تنظيم «داعش»، ومن ثم السيطرة على منابع النفط في الشمال الشرقي السوري. وتقديم الدعم لمشروع «الإدارة الذاتية» التي تسعى لإقامة كانتون كردي، عولت دمشق على المقاومة كونها السبيل الأفضل لدفع القوات الأميركية إلى الخروج من سوريا. وهو النهج الذي بدأ يتبلور بوضوح خلال العامين الماضيين. قبل أن يتصاعد بشكل واضح بعد حرب غزة. إذ تجاوز عدد العمليات التي نفذتها فصائل المقاومة في سوريا المئة عملية. أعلنت واشنطن عن نحو 90 منها، بدءاً من التاسع عشر من شهر تشرين الأول وحتى النصف الأول من الشهر الحالي. وشملت مختلف القواعد الأميركية في الحسكة وريفها ودير الزور، بالإضافة إلى قاعدة «التنف».

قرار الإنسحاب يضع قسد وفصاىل أخرى أمام أسىلة وجودية

ومن شأن قرار الانسحاب، في حال كانت واشنطن جادة فيه هذه المرة، أن يضع، إلى جانب «قسد»، فصائل أخرى قامت بتشكيلها في البادية السورية (جيش سوريا الحرة المنتشر في منطقة التنف)، أمام أسئلة وجودية في ظل اعتماد هذه الفصائل مجتمعة على الغطاء والدعم الأميركيين. كما وعجزها عن مواجهة قوات الجيش السوري في حال قرر الأخير استعادة السيطرة على تلك المناطق بالقوة. على أن هذا الأمر لا يمكن الجزم بمساره قبل اتضاح خريطة الانسحاب الأميركي. وما إن كانت ستشمل قاعدة «التنف» التي ترتبط بأمن إسرائيل.

يشار إلى أن الولايات المتحدة أعلنت عن وجود 900 جندي أميركي في سوريا. فيما جرى الحديث عن إرسال 1500 جندي آخر إلى سوريا والعراق خلال الشهر الماضي. كما جرى تضمين سوريا ضمن موازنة الدفاع الأميركية. وتخصيصها بمبلغ 156 مليون دولار لصالح صندوق «التدريب والتجهيز لتعزيز قدرات القوات الشريكة لوزارة الدفاع في مكافحة تنظيم داعش. وتوفير احتجاز آمن وإنساني لمقاتلي التنظيم». وهو ما كان يشير إلى تمسك البنتاغون بالوجود في سوريا. قبل أن يتبدّل الموقف مع تصاعد وتيرة هجمات المقاومة.

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى