تحليلات سياسيةسلايد

أميركا تضرب باليد الإسرائيلية: قصف استعراضي في البوكمال

خرج القصف الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، هذه المرّة، عن دائرة استهداف العاصمة وريفها، ليصل إلى البوكمال على الحدود مع العراق، في ما يبدو مرتبطاً بملفّ تصاعد المقاومة الشعبية، ومحاولات ردعها عن تكرار استهدافها القواعد الأميركية في المنطقة. وجاء القصف الجديد بعد نحو ستّة أشهر على تنفيذ طائرات إسرائيلية هجوماً جوّياً على موقع مدني في حويجة صكر في دير الزور، وأقلّ من ثلاثة أشهر على غارات أميركية على مستودعات الصاعقة وغازي عياش في الأطراف الغربية لمدينة دير الزور. واستهدفت طائرة إسرائيلية، ليل الثلاثاء – الأربعاء، رتلاً من صهاريج المحروقات على أطراف معبر البوكمال، أثناء اتّجاهه نحو الأراضي اللبنانية، ما أدّى إلى «وقوع خسائر» في صفوف عناصر «الحشد الشعبي» المُرافقين للرتل، بحسب بعض الأنباء المتداولة، والتي ثَبت غياب الدقّة عنها لاحقاً.

ونقل موقع «نورث برس» المحلّي المعارض عمّا سمّاه مصدراً عسكرياً من «لواء فاطميون» الأفغاني في البوكمال، قوله إن «طيراناً مجهول الهويّة استهدف بأكثر من عشر غارات جوّية موقعَين عسكريَّين للواء و”لواء زينبيون”، بالقرب من بلدة الهري على الحدود السورية العراقية».

وأضاف المصدر أن «الطيران عاود بعدها قصْف سيّارتَين عسكريتَين وسيّارة شحن تحمل موادَّ لوجستية وأسلحة، أثناء دخولها من الأراضي العراقية إلى الحدود السورية»، لافتاً إلى أن «القصف أسفر عن مقتل قيادي بارز في لواء «فاطميون» يُلقّب بـ«الحاج حسين»، ومقتل سبعة عشر عنصراً، وإصابة سبعة آخرين». من جهته، ذكر «المرصد السوري» المُعارض أن «الاستهداف طاول شاحنات تحمل أسلحة وصهاريج نفط، تابعة للميليشيات الإيرانية في منطقة ساحة الكمارك في الهري والبوابة العسكرية في ريف البوكمال شرقي دير الزور، بالإضافة إلى استهداف موقع عسكري قرب المنطقة». وأشار إلى أن «الاستهداف تسبّب بسقوط خسائر بشرية فادحة، إذ تَأكّد مقتل 14 شخصاً إلى الآن، فيما عدد القتلى مرشّح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالة خطرة، بالإضافة إلى وجود معلومات عن قتلى آخرين، فضلاً عن خسائر مادّية فادحة».

لكنّ مصدراً من داخل معبر البوكمال أكد، لـ«الأخبار»، أن ثمّة «تهويلاً إعلامياً كبيراً في التعامل مع الحدث»، مردّه، بحسبه، إلى «تصاعُد ألسنة النار من صهاريج تمّ استهدافها، وجرى نشْر مشاهد لها على مواقع ووسائل إعلام معارضة للحكومة السورية». وأفاد المصدر بأنه «في تمام الساعة الـ11 والنصف من مساء يوم الثلاثاء، اعتدى طيران مجهول على قافلة لنقل المحروقات، دخلت بشكل رسمي إلى الأراضي السورية، من دون أن يؤدّي ذلك إلى وقوع أيّ إصابات أو شهداء». وأوضح أن «الاستهداف حصل بعد دخول القافلة بنحو 300 متر، في ساحة تجميع الشاحنات في قرية الهري، الفاصلة بين معبرَي القائم والبوكمال، ما أدّى إلى اندلاع حريق داخل صهريجَين اثنَين»، مبيّناً أن «الاستهداف لم يتسبّب بأيّ تعطيل لحركة السير على الحدود بين البلدَين، مع استمرار عمل المعبر بشكل اعتيادي، ومن دون أيّ توقّف».

بدورها، أفادت مصادر ميدانية، «الأخبار»، بأن «الطيران الذي نفّذ الاعتداء هو طيران إسرائيلي، بالتنسيق مع قواعد التحالف في ريف دير الزور الشرقي»، موضحةً أن «الاستهداف أدّى إلى حصول أضرار مادّية، من دون وجود أيّ خسائر بشرية». واعتبرت المصادر أن «هناك مصلحة إسرائيلية أميركية في تنفيذ العدوان، لجهة إثبات إسرائيل مزاعمها باستخدام إيران أساليب عديدة لنقل الأسلحة إلى سوريا، والرغبة الأميركية في قمْع القوات الرديفة المدعومة من طهران، والتي استهدفت القواعد الأميركية لأكثر من مرّة»، نافيةً «وجود أيّ معدّات عسكرية أو أسلحة داخل القافلة المُحمَّلة بالمحروقات فقط». ولفتت إلى أن «هذه القوّات التي تُعدّ جزءاً من المقاومة الشعبية اعتادت على الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية، بقصْف القواعد الأميركية غير الشرعية، ودعْم الحراك الشعبي الرافض لوجودها في المنطقة»، مُتوقّعةً «ألّا يتأخّر ردّ المقاومة الشعبية على العدوان الجديد»، ومرجّحةً «تصعيد الاستهدافات والحراك الشعبي ضدّ الأميركيين في كلّ من الحسكة ودير الزور، والذي بدأت مؤشّراته بالظهور بعد انتقال حوادث اعتراض الدوريات الأميركية من الحسكة إلى دير الزور، لأوّل مرّة».

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى