بين قوسين

اليوم علق على خشبة !!

الْيَوْمَ علق على خشبة ..

ترتيلة اسمعها من بعيد ..

أغمضت عيوني وسرحت بخيالي  ..زحمة  وعالم في كل مكان حولي

صوت الكشاف .. ومشاعل نور .. والعالم تمشي وأنا امشي .. والكل يصلي

الشموع على البلاكين .. ناس على اطراف الشارع  تتفرج برهبة ، والنعش الذي يحمل رمزية المصلوب محمول على الأكتاف

يتقدم الجموع  والنَّاس تسير خلف النعش تصلي .. ناس مختلفين متنوعين  مسيحيين ومسلمين ، يقفون في كل مكان .. يتفرجون بخشوع ورهبة  ..هذا شيء عادي وطبيعي جدا في بلدي .. في سوريا ..

المناسبات الدينية فيها روحانية. وعمق .

فيها مشاركة ..

البارحة هنا في اميركا .. كنت مدعوة على افطار … مع اصدقاء لي.. نحن الآن في شهر رمضان ..

كم جميلة طقوس رمضان .. اتذكر هناك في بلدي .. افطارات وعزائم وصوت الأذان يملأ صمت الشوارع.. بعد يوم صوم طويل معلنا انتهاء الصوم وبدء الطعام ..   والشوارع مقفرة .. الناس كلهم وبمختلف دياناتهم في المنازل يعيشون طقوس رمضان  ..جمعات التسلية بعد الافطار ، الخيمات الرمضانية ، المسلسلات التي تم انتاجها مخصوص لهذا الشهر الفضيل

وطبلة المسحراتي !! كثيرة ذكرياتي الممزوجة بروائح الطعام و وقرقعة اكواب الشاي والتمر هندي والعرق سوس..

الناس تنتظر اي عيد لتفرح وتحتفل ..

حتى من بعيد .. الجميع  يحاول ان يعيش الطقوس ويخلق الفرح ..

كم جميل عندما تجتمع الاعياد الروحانية كلها سويا ..في وقت واحد .. وتصهر قلوب الناس بالصلوات والابتهالات ، فتتجمع طاقات الخير  والايمان وتوحد قلوب الناس كلها نحو الله  ..

اليوم تكون رائحة المعمول وأقراص العيد تفوح في الحارات  .. والاطفال سعيدين بتلوين البيض رمزا للعيد ..

صوت فيروز يصدح في كل مكان وهي ترتل وتصلي ..

رغم الحرب والغربة وبشاعة الظروف .. سعيدة  انه رغم  كلشيء قاس ومؤلم  يحدث حولنا

ما زلنا نستطيع أن  نحول حتى الحزن لذكرى معجونة برائحة المعمول وحلوى العيد .. ونحول تراتيل الالم والحزن الى مشاعل نور وأمل ..

امشي في حارات طفولتي وشبابي وذكرياتي بين الناس اللذين يجمعني بهم  في هذه الايام اعمق واصدق المشاعر  ..

نتشارك بالدعاء والتسبيح والصلاة  .. ولو كل واحد على طريقته ودينه لنعيش لفترة جميلة انسانيتنا ..

ما زلت  مغمضة العينين ..

المشاعل والكشاف والازدحام   .. رغم اني بعيدة ومشتاقة ..مبسوطة انه طالما هناك جمعة عظيمة .. هناك عيد وفرح ..هناك شعب حي .. وهناك أمل …

لا اريد أن فتح عيوني .. رغم ان الترتيلة انتهت ، أريد أن أبقى مستمتعة بنكهة الذكرى ..واعيش  ولو من بعيد مع بلدي  .. حقيقة الفرح

..!!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى