بين قوسينكتاب الموقع

صيحات الموسم …!!

صيحات الموسم  ..بعد عدة نماذج وأشكال من التقسيمات، والتصنيفات السياسية والجغرافية والعرقية والطائفية والمذهبية والدينية .. التي تفننت القنوات الاعلامية ، والحناجر السياسية ،والسياسة الدولية في تسويقها عن الحالة السورية .. تتجلى آخر صيحات الانقسام
الحاصل اليوم بين السوريين إلى: مؤيد للضربة .. ورافض للضربة .. !!
موضة المرحلة .. يفرضها واقع الأزمة السورية، الذي لخصه تصريح أوباما الخطير، بضرورة توجيه ضربة محددة ..غير مسقطة للنظام، ولا تجبر الأسد على التنحي، ولا تغير موازين القوى لمصلحة المعارضة .. ولكن تهدف الى تأديب النظامالسوري على استعماله الكيماوي.
المهم وبالنتيجة عدم حصول أي تغيير حقيقي في المعادلة السورية المتعددة المجاهيل، والمعلوم واحد، وهو دمار ذاتي وممنهج لسوريا .. فالهدف الوحيد من الضربة على مايبدو  .. حفظ ماء وجه أميركا كما حاول أوباما أن يصرح بعدة طرق، وجمل مبهمة … ولكن بين السطور وعلى البار نيوز ظهرت جملة سريعة على لسان المتحدثين باسم أوباما والبيت الأبيض: تمت الضربة أم لم تتم .. على المعارضة السورية والنظام التوجه الى جنيف 2) .
هذا اعتراف مبطن وعلني أن الحل الحقيقي والوحيد في سوريا هو سياسي … لم الضربة إذاً ؟؟
بالتأكيد من تعرض للقتل والموت والاعتقال والقصف، يرى في الضربة طريقاً للخلاص، ومن يعيش في الخارج يرى فيها تخليص سوريا من المستنقع الدموي الغارقة فيه، وهناك كثيرون يرفضون الضربة، باعتبارها انتهاكاً للسيادة الوطنية، وتدمير
لنظام لا يجدون في مقلتيه سوى الخلاص، وأغلب الشعب الرافض للعنف، لا يرى في الضربة الأمريكية سوى مزيداً من القتل والدمار وإطالة أمد الحرب .. فكيف يمكن أن تقنع انساناً سورياً يعاني كل يوم من القتل والدمار والموت، ويريد إنهاء هذا
الواقع المؤلم، أن إعلان الحرب وضرب البلد هو الحل .. ليتساءل: لو أن مليارات الدولارات التي تم دفعها لنقل البوارج الأمريكية والروسية الى سواحل المتوسط .. ومليارات الدولارات التي تم بها شراء أسلحة ليقتل السوريون بها بعضهم البعض .. تم دفعها لتفعيل حل سياسي حقيقي .. وتم دفعها للشعب السوري ليبني ويعمر ويساعد المهجرين والنازحين .. أما كان أشرف للإنسانية ومن يدعيها من نقل صواريخ ليحارب بها من يقتل الانسان في سوريا .. ؟؟
أنا لا أستطيع أن أرى في الضربة إن تمت، سوى مشروع حرب عالمية ثالثة ..لإنقاذ الغرب وأمريكا من أزمتها المالية ..
فلسفة لم أعد أفهم منها سوى أن المصالح الأمريكية والغربية والاسرائيلية والروسية والايرانية والخليجية والسلطوية ستحدد  شكل الضربة، ومتى وكيف والى أين .. ليبقى ما يؤرقني ويقض مضجعي .. ماذا سيفعل نظام الممانعة والمقاومة ليقي شعبه شر الضربة .. ويحمي البقية الباقية من البلد، غير ضخ المزيد من الأغاني الوطنية ، والمشاعر العدائية ، والأبواق السياسية،للترويج لنصرته وحده … حيث ومنذ البداية اختزل نفسه بالوطن ..
فهل فعلاً سيحرق البلد، أم ينقذها من ضربة أتمنى أن لا تكون وشيكة  ؟؟!!

 

09.09.2013

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى