بين قوسينكتاب الموقع

عندما يصبح العيد .. هما !!

منذ أن كنا أطفالاً .. ونحن ننتظر العيد بكل ما يحمل من جديد الثياب والأطعمة والهدايا .. كبرنا وأورثنا أولادنا هذه المتعة ..ونقلنا لهم عاداتها وتقاليدها وطقوسها ..

كنت أتساءل بيني وبين نفسي أحياناً: ماهذه الطقوس السخيفة وما الهدف منها، ولماذا اقترن شراء الجديد والجو العائلي والطعام الخاص بمواسم الأعياد .. ؟؟ لأكتشف الإجابة بنفسي مع مرور الوقت ..

الانسان في زحمة الحياة اليومية ، قد ينسى نفسه ويهمل عائلته ويتوه في دوامة الروتين، وهو بحاجة من وقت الى آخر لحدث يذكره بضرورة إراحة نفسه وامتاعها بما هو جديد وجميل وطيب لذيذ .. فالعيد طقس يحمل في طياته بعداً إنسانياً .. يتمحور حول تذكير الانسان بنفسه وبالآخرين .. حتى التحية فيه محملة بدعوات الخير والبركة والصحة والسرور .. لتمنح الانسان شعوراً بالراحة وبالخير الذي يتمناه له الأخرون ويقدمونه له ولو بمجرد كلمة تحمل الخير والبركة من ( كل عام وأنت بخير) الى (عيد مبارك ).. !!

كلمات .. أجواء .. طقوس .. تعيد لنا الشعور بالطمأنينة والمحبة والسرور .. والجو العائلي .
ولكن عندما يمر  على ناس فقدوا كل شيء من منزل وعمل ومال .. وخسروا ابناً وأخاً وصديقاً ومعيلاً  ..
يصبح العيد همّاً .. وتذكيراً بعجز الإنسان وبؤسه وفقره .. وضحالة الشعارات الإنسانية والتحيات التقليدية ..
يصبح العيد وجعاً وألماً عند أب وأم لا يستطيعون منح شعور السعادة والأمان لأبنائهم .. ولا يستطيعون شراء شيء لهم ..

حتى كعكة العيد ..!!!

أصبح مناسبة للحزن والدمع .. على ( كيف كان العيد وكيف أضحى ..) !!!
(فعندما يفقد ناس في مكان ما، الشعور بالمتعة والسعادة والفرح فيه، فاعلم أن الإنسانية تحتضر)
أعياد كثيرة مرت على السوريين وهم في ترقب وانتظار .. أعياد كثيرة مرت عليهم وهم في حزن وأسى .. على الحدود وفي المخيمات والمعتقلات وتحت القصف وبين قذائف الحقد وخوف التفجير ..

أعياد كثيرة مرت وما تزال إرادة الحياة تنتصر … إرادة فظيعة بالتغلب على الموت والتأقلم مع الحرب .. تراها في عيونهم وتصرفاتهم ورغبتهم بقهر الموت والاستمرار في الحياة .. في كل ما يفعله الأب والأم لزرع بسمة على وجوه أبنائهم من تحت الدمار .. بصنع لعبة من بين الحطام والركام .. وخلق جو للعيد ولو لساعات قليلة .. ليعلموا أبناءهم أن الانسان بإرادته يصنعه ويحتفل بالعيد ويفرح به .. ليثبت السوريون للعالم أجمع أن ارادة الحياة أقوى من الموت …
وكل عام وأنتم بألف خير  …

 

14.10.2013

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى