بين قوسينكتاب الموقع

في … ولا مافي …… ضربة !!؟؟

في … ولا مافي …… ضربة !!؟؟  انقسم السوريون بين مهللين ومصفقين للضربة الأمريكية على سوريا بعد قصة الكيماوي .. وبين رافضين لها، معتبرين أنها خطر كبير على المنطقة كلها، ستتسبب بازدياد العنف والفوضى والفلتان الأمني .. منذرة بحرب عالمية ثالثة .. !!
لتأتي تصريحات أوباما مطمئنة أنها مجرد ضربات محدودة .. مدروسة .. موجهة على أهداف عسكرية ..لا تهدف إلى اسقاط النظام وليست غايتها تنحي الأسد و الهدف منها حماية المدنيين ..!!
هنا عند حماية المدنيين تبدأ إشارات الاستفام وعلامات التعجب تتضارب في رأسي ….فمنذ متى كان الحل العسكري يحمي المدنيين، وكل تجارب المنطقة حولنا من العراق الى ليبيا شاهدة على الدمار والقتل .. وسقوط الدولة؟!
سيناريوهات تتكرر في منطقتنا العربية .. كيماوي .. إرهاب .. تدخل عسكري .. دمار الجيش .. خراب البلد .. تقسيم … والضحية المدنيين …
أفهم تماما وأحترم شعور كل من تعرض للعنف والقتل والاعتقال على يد النظام، أن يطالب بتدخل عسكري خارجي، ويفرح لضربة عسكرية، يعتبرها خلاصاً له من دوامة الموت والقتل اليومي .. خاصة ممن عاش وعانى من أفعال النظام وبغياب العدالة والقانون، وفي ظل الظلم والقمع والفجور ..
ولكني لا أقبلها من ممثلي الشعب السياسيين من ائتلاف ومجلس، المتفرجين في الخارج على ما يعانيه الشعب بالداخل، والذين يفترض بهم السعي لايجاد حل سياسي، يحمي البلد ويحمي المدنيين فعلاً من القتل والموت والعنف لا ينحصر عملهم ومنذ البداية بتسول الحل الخارجي، والمطالبة بحلول عسكرية فقط، وهم من المفترض أن يعوا أن لا تدخل عسكري في سورية ليست محبة وخوفاً على الشعب السوري .. بل محبة وخوفاً على اسرائيل من صاروخ أو ضربة جانبية … !!
لن أخوض في تفاصيل وتحليلات جيوسياسية سبق وطرحناها بعدة أشكال، تشير إلى أن أي تدخل عسكري في سوريا هو نذير حرب عالمية حقيقية … لا مصلحة اقتصادية وسياسية للغرب فيه حالياً …
ولكن نتفاجأ ممن يعتبر أن التدخل العسكري والضربة الأميركية هي بداية سقوط النظام .. وطريق التحرر والحرية والديمقراطية ..!!
فمنذ متى كانت الحرية تأتي محملة على صاروخ .. والديمقراطية تتسكع على بوارج حربية أمريكية ؟!
ولكن كما يقول المثل ( الزور بيعلم الفجور ) .. عندما يتحول نظام من حماية شعبه وبلده الى حماية طغمة حاكمة .. ومصالح شخصية .. ويقمع ويقتل عشوائياً من يخالفه الرأي .. يقابله معارضة هزيلة صوتية .. حاقدة لا تريد إلا اقتلاع النظام بأي ثمن وترفض أي حل سياسي ..  ولو كلف ذلك دمار البلد ..
يتوجه المظلوم ليتعلق بصاروخ وبارجة حربية تقتلع الظالم وتبسط العدالة الاجتماعية ….
ليبقى السؤال هل سيكون هناك فعلا ضربة عسكرية .. أم أنها مجرد جعجعة إعلامية دولية لجر الأطراف السورية إلى جنيف 2 ؟؟
وجل ما نفعله اليوم …. نعيش .. لنرى …

 

02.09.2013

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى