بين قوسينكتاب الموقع

كذب المنجمون …!!!

كذب المنجمون  … في نهاية كل عام ومطلع عام جديد ، يطل علينا مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم أسم المنجمون وعالموا الغيب ليتحفونا بمجموعة متكاملة من التوقعات، وباقة متنوعة من التكهنات تنبئ إن كان هذا العام عام خيروفير، أو أنه عام حادث مؤلم نذير وشر مستطير ..

توقعات على عدة مستويات تبدأ من المستوى الشخصي إلى المستوى الإقليمي الدولي .. لتحمل في طياتها أملاً أو تشاؤماً .. انشراحاً أو انقباضاً في القلب .. فمن توقعات الأبراج علاقة جديدة جميلة  مليئة بالحب والسعادة ولقاء شريك منتظر، إلى تكهن بانفصال أو طلاق أومشاكل مستعرة .. إلى توقعات دولية إقليمية سياسية باغتيالات لشخصيات عامة ، أو مفاجآت بتغييرات غير متوقعة  من كوارث طبيعية وحروب مدمرة ، إلى عقد صلح وإعلان سلم وبداية حل .. إلى ما هنالك من توقعات بعضها مفرح وبعضها كئيب.

نتابع هذه التوقعات باهتمام وفضول .. وننتقل من قناة إلى قناة لنسمع أكبر عدد منها .. رغم قناعتنا أنها مجرد شكل من أشكال التسلية الإعلامية والترويج الإعلاني لقناة أو شخص أو فكرة . ولكنها كانت لا تخلو من حب الفضول وخوض العالم المجهول .. فان كان وحدثت نقول هذا منجم شاطر وان لم تحدث قلنا كذب المنجمون ولو صدقوا.

إنها توق الانسان لمعرفة المجهول .. ولكن اليوم بدا واضحاً أن التوقعات تتبع توجه القناة وأجندة الممولين .. فهذا منجم يظهر على قناة يعلن فيها انتصار المعارضة وقناة أخرى يتكلم فيها المنجم عن فوز ساحق للنظام .. وذاك ينبئ بزلالزل وأعاصير .. وذاك يتوقع فيضاناً سياسياً كاسحاً يبشر بحرب شعواء أو نهاية العالم أجمعين!

عناوين عريضة لا نهاية حاسمة لها، وعبارات مطاطة تحمل أكثر من معنى وتفسير. هدفها التسويق لفريق ضد فريق أو الترويج لشخصية اعتبارية أو لفكرة وحدث يخدم مصلحة الممولين .. وهم طبعاً يملكون من وسائل الجذب والتسويق عبارات سحرية جذابة مثل “غيمة سوداء” و”بركة دماء” و”مشهد حزن كبير” “وخضّة غير متوقعة و”مفاجأة غير سارة “، وأناس يرتدون الأسود وغيرها من تعابير “المشهد الدرامي” المطلوب و”السيناريو التمثيلي” الهادف إلى تعميم أجواء القلق والتوتّر في نفوس المتابعين.

وكل ما سبق من حيث الشكل والمضمون، يصب في خانة إدعاء “المنجمين” التمتع بقدرات وبمواهب خاصة تخولهم قراءة عالم الغيب والإنخراط بالماورائيات، بينما كل “تنبؤاتهم” ما هي في الواقع إلا خلاصة متابعتهم الدقيقة للتحاليل الصحافية في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والفن وغيرها. ليبقى الحال كما هو في كل عام .. مجرد حالة إعلامية جميلة .. نختصرها بكذب المنجمون ولو صدفة … صدقوا …!!!

01.01.2014

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى