خرافة “أم سيسي ” التونسية
خرافة “أم سيسي ” التونسية .. يبدو أنّ الأمريكان والروس قد اتفقا على موعد الحفل و عرّافه و تقسيم الحصص بين بلادي المشرق والمغرب وحصّل ما في السطور ..وسيروي التوانسة لأشقائهم اللاجئين الليبيين قصتهم الشعبية “أم سيسي والذيب ” على ضوء شمعة تنوس في صحراء الجنوب الكريم , كما تروي شهرزاد العراق للسورريين قصتها الشهيرة المبتكرة والمتجددة “حريم السلطان” في العتمة وتحت مئذنة الجامع الأموي و مقبرة ” الباب الصغير “.
عفوا , هل قلت “بلاد” ؟ أو “عباد ” ؟
البلاد هي من يحكمها حاكم ـ وإن ظلم ــ ويسكنها شعب ـ وإن تعددّت أعراقه ـ .. لكنّ في وطننا العربي ” حاكم تعدّدت أعراقه وشعب لا يظلم إلاّ نفسه . نحن ودون جلد للذات “زبدة سائغة ” .. أي تلك التي تقسم دون عناء ولا تحاج حتى إلى سكّين ..إنهم يلتهموننا دون عناء مثل موز صومالي أو فستق حلبي …اي “قشطة ” على قول أشقائنا المصريين في التغزّل والترحيب.
قشّرنا أولياء الأمر منّا ووضعونا على موائدهم في طبق فضّي ثم دعوا لضيوفهم بالهناء والشفاء ..وبتنا نتنافس على أولويّة الفوز والحظوة بمعدة الضيف المبجّل.
نسيت أنّ أخبركم أنّ قصة” ام سيسي و الذيب ” التونسية تتمحور حول خادمة بسيطة تقضّي حياتها في الكنس وصادف أن لقت فلساً بفعل تركيزها الدائم على القاعة التي لا ترى غيرها وحين سأل نفسها بما ذ ا تشتري به جاءها الذئب و احتال عليها بفعل فكرة مبتكرة و جهنمية ..
لعلّ ” الفلس” الذي وجدته “أم سيسي ” وفق الخرافة الشعبية التونسية هو ثورة وثمن كرامتها المهدورة وحريتها المسفوحة التي تصرّف فيها الذئب بعد استشارته و صرفها على مآربه الشخصية فنغّص عيشها وجعلها تندم على اليوم الذي دقّقت فيه بالأرض , أحببتها وحظيت فيه بفلس و أمل ضائع أراد له الذئب فيما بعد أن يكون مزيّفا وحوّله إلى مآربه الخاصة .
أمّا شهرزاد الشرق فتنتعش من الحكاية وما أدراك من الحكاية…حكاية تولد من رحم حكاية وقصة تتناسل عن قصة مثل دجلة والفرات …ثم نسال بانتشاء القصة عن مغزى القصة. .فستمر ّ القصّة التي ترويها الذئاب للقمر الذي يشبه فلسا وجدته “ام سيسي التونسية ” وهي تكنس وتكنس وتكنس فوجدت “فلس ” , على نفس الوزن ..ولو كانت مثلا و تدار وتدار وتدار وتحار ..لوجدت “دولار ” . ..وكيفما تكنسون يولى عليك.
كلمة في الزحام
أنا لا أكتب .أنا اكنس .