تحليلات سياسيةسلايد

لماذا يرفض السنوار الهدن المؤقتة الجديدة مع إسرائيل؟

نادر الصفدي

لماذا يرفض السنوار الهدن المؤقتة الجديدة مع إسرائيل؟ رغم العروض الإسرائيلية “المُغرية” التي تُقدم للمقاومة الفلسطينية عبر الوسطاء، للاتفاق على صفقات تبادل جديدة “للأسرى” عبر الهدن المؤقتة في قطاع غزة

إلا أن حركة “حماس” لا تزال مُصرة على موقفها الرافض وبشكل قاطع لكل هذه الإغراءات وتتمسك بالشروط التي وضعتها على الطاولة منذ اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي.

 “حماس” وبرفقة حركة “الجهاد الإسلامي” التي تأسر عدد لا بأس به من الإسرائيليين خلال عملية اقتحام مستوطنات غلاف غزة في الـ7 من أكتوبر الماضي، تتفقان تمامًا على أنه لا مجال لفتح باب التفاوض لأي هدن جديدة في غزة إلا بوقف كامل للعدوان الإسرائيلي على القطاع، والذي دخل يومه الـ76 على التوالي وخلف مجازر بشعة ودمارًا هائلاً وأكثر من 20 الف شهيد ومئات آلاف من الإصابات والمفقودين.

المقاومة لم تتراجع في ملف الهدن المؤقتة

ورغم محاولات الكثير فرض الضغوطات على المقاومة الفلسطينية، لإجبارها على التراجع عن شروطها وفتح باب التفاوض لهدن جديدة مع إسرائيل، وممارسات الأخيرة الضغط العسكري من خلال تشديد القصف واستهداف المدنيين بغزة وارتكاب المجازر إلا أن المقاومة لم تتراجع خطوة واحدة للوراء في هذا الملف الحساس والشائك.

محاولات إسرائيل وعلى رأسها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بهذا الملف، قد فشلت تمامًا ولم يجد من “حماس”  ورئيسها في عزة يحيى السنوار إلا الرفض القاطع، ليُطرح السؤال بقوة في الساحة.. لماذا ترفض “حماس” الهدن المؤقتة؟ وهل هي طوق نجاة لنتنياهو؟

– لماذا يرفض السنوار الهدن المؤقتة : أوراق القوة

وترى فصائل المقاومة أن الاحتلال تنصّل من الاتفاقيات السابقة وأخلّ بها مرات عدّة، وهو أمر بالنسبة لها غير مقبول حالياً جراء السلوك الإسرائيلي والاختراقات الميدانية المتكررة، فضلاً عن رغبتها في الوصول إلى اتفاق شامل يلزم بوقف إطلاق نار.

وكانت المناقشات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي، أدت إلى إطلاق سراح رهائن مقابل أسرى فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل وهدنة امتدت أسبوعا في قطاع غزة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأفرجت حماس خلال الهدنة عن أكثر من 100 محتجز إسرائيلي من النساء والأطفال، إضافة إلى أجانب كانت تحتجزهم في غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن 240 امرأة وقاصرا فلسطينيين.

وقالت إسرائيل إنه لا يزال هناك 129 محتجزا في غزة، وهو رقم يشمل جثث 21 من الجنود والمدنيين، الذين خلصت إسرائيل إلى أنهم لم يعودوا على قيد الحياة.

ويقول عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” حسام بدران: إن “الاحتلال يخدع العالم حين يضع عشرات من جنوده الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية. كأنهم أصل القضية وسبب الحرب الدائرة حالياً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

“حماس” معنية بوضع الشعب الفلسطيني في غزة ووقف العدوان

ويؤكد بدران أن “حماس” معنية بوضع الشعب الفلسطيني في غزة ووقف العدوان بشكلٍ دائم وشامل أيضا. ولذلك هي مصرّة على أن هذا هو موضوع التفاوض والحديث مع مختلف الأطراف خلال الفترة الحالية. قبل الحديث في بقية الملفات الأخرى.

وحسب بدران. فإنه وحتى الوصول إلى وقف كامل للعدوان الإسرائيلي على غزة، يمكن حينها أن تصبح القضايا الأخرى على الطاولة. وأهمها إغاثة القطاع وإعادة إعماره من جديد أيضا. إلى جانب فتح ملف صفقة التبادل الخاصة بالأسرى لدى المقاومة في غزة.

ويعتقد بدران، وفق تصريحات نشرت له أن “الدافع الرئيسي لتحرك الاحتلال خلال المرحلة الحالية والطلب من الوسطاء فتح ملف التبادل من جديد مرتبط بمواجهة الضغوط الشعبية المتزايدة والمتصاعدة. لا سيما من أهالي الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية”.

يشار إلى أن هيئة البث الإسرائيلية كانت كشفت أن السنوار أبلغ الوسطاء بأن الحركة مستعدة لصفقة تشمل الكل مقابل الكل. وذلك بعد وقف كامل لإطلاق النار. فيما أوضحت الفصائل الفلسطينية أن هناك قرارا وطنيا بأنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل إلاّ بعد الوقف الشامل.

– لماذا يرفض السنوار الهدن المؤقتة 

وتحفظت الحركة على الهدن القصيرة، مطالبة بوقف لإطلاق النار لا يقل عن 14 يوماً. فيما تمسكت تل أبيب بوقف لإطلاق النار يستمر 5 أيام، على أن يتم تجديده يومياً بعد ذلك.

كما رفضت “حماس” أي وقف مؤقت آخر للحملة العسكرية الإسرائيلية وتقول إنها ستناقش فقط وقف إطلاق النار الدائم. داعية إلى وجود مناطق إيواء آمنة للمدنيين الفلسطينيين، لا تتعرض لأي هجمات أو تتواجد فيها قوات إسرائيلية. على أن تصل إليها المساعدات الغذائية والطبية الكافية.

ويرى مراقبون، أن أي هدنة مؤقتة في الفترة المقبلة ستصب بشكل كامل لمصلحة إسرائيل. من ناحية لتخفيف الضغوطات الهائلة التي تصب على رأس نتنياهو الداخلية من أهالي الأسرى المحتجزين لدى المقاومة بغزة. وكذلك الضغوطات الدولية والأمريكية التي تطالب بهدنة إنسانية ووقف إطلاق النار  أيضا.

ومن ناحية أخرى ستصب هذه الهدن المؤقتة في صالح الجيش الإسرائيلي الذي يريد ترتيب بعض أوراقه التي بعثرتها قوة وصمود المقاومة. وخاصة في مناطق الشمال وجنوب قطاع غزة أيضا. الذي مني فيها بخسائر كبيرة في الجنود والضباط وكذلك الآليات العسكرية. وكما ستكون التهدئة فرصة للراحة والتقاط أنفاس قواته من مشقة المعارك الطاحنة التي يخوضها بغزة منذ قرار الاجتياح البري للقطاع.

الهدن المؤقتة” محاولة “إبتزاز” من قبل إسرائيل

وعلى الجانب الآخر. تعتبر المقاومة “الهدن المؤقتة” محاولة “إبتزاز” من قبل إسرائيل في ملف الوضع الإنساني. وأن الهدنة الأخيرة لم تحقق أهدافها كون الخروقات الإسرائيلية لم تتوقف. وحتى السكان لم يشعروا بها كون حركة التنقل خاصة للنازحين كانت مقيدة والرصاص جاهز لكل من يحاول الوصول لمنزله. سواء في الشمال أو وسط غزة أيضا. ولم يكن وقف شامل لإطلاق النار . كما ولم تحسن أوضاعهم الإنسانية القاسية والتي تتفاقم يومًا بعد يوم بسبب الحرب الطاحنة.

ويعتقد مراقبون، أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر حسمًا بالنسبة للمقاومة وأي تهدئة ستوافق عليها يتكون بثمن كبير كون ورقة الأسرى قد تكون الأقوى التي تملكها المقاومة في هذا الفترة، في حين تشير وسائل إعلام عبرية عدة أن كلمة الحرب الأولى والأخيرة تعود للسنوار فقط.

فماذا يدور برأس السنوار؟ وما مصير غزة؟ وهل الحرب في مراحلها النهائية؟

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى