افتتاحية الموقع

أمنيات صعبه لعام أصعب !!!

بسبب ما تفعله الحرب الاوكرانية في الأمن الدولي و الأمن الغذائي وأمن الطاقة و التضخم المالي والركود الاقتصادي، بسبب كل ذلك فإن أول أمنيات العالم أن تصل الأطراف الفاعلة في هذه الحرب إلى حل يوقف النار ويؤدي إلى اتفاق سلمي يلبي هواجس روسيا الأمنية ويضمن استقلال أوكرانيا. ولكن ما يجعل هذه الأمنية بعيدة المنال أن كل طرف يعلن رغبته بالتفاوض والحل الدبلوماسي لكن يضع شروطا تسد كل أبواب الحل. إضافة إلى أن كل طرف يعمق انخراطه في الحرب، وآخر ما أعلن تزويد أوكرانيا بالباتريوت من أمريكا، والرد الروسي بتزويد الجيش الروسي بالصواريخ الحديثة و الحاسمة. مع ذلك فإن أمنية إنهاء الحرب الأوكرانية تبقى أمنية دولية وضرورة للأمن الدولي الغذائي والطاقوى والاقتصادي والمالي وكل شي حياتي.

‏بسبب اشتداد التوتر الدولي بين روسيا والغرب بقيادة أمريكا وبين الصين ومنافسيها الغربيين، وبين إيران ببرنامجها النووي وبين إسرائيل وأمريكا والغرب. بسبب هذا التفاقم في خطورة التوتر العالمي فإن أهم أمنيات العرب أن ينتبه حكامهم إلى ضرورة إيجاد تنسيق يجمعهم على الحد الأدنى الحافظ لوجودهم وسط خطورة التوتر الدولي. ومع جدوى حياد الدول العربية الأساسية تجاه الأزمة الأوكرانية، ومع أهمية تعدد التعاون الدولي مع الشرق في الصين وروسيا دون إغلاق الباب بوجه التعاون مع الغرب الأطلسي الأمريكي، ومع ضرورة الحوار الخليجي الجاري مع إيران وتجنب الصدام مع تركيا، مع هذا المسار العربي المستمر يبقى على العرب استكمال عودة سوريا إلى دورها الطبيعي في المنطقة، و استعادة الوظيفة الحضارية للبنان، و إنهاء الصراع في ليبيا واليمن، وكلها مهام تستدعي من الجميع، وخاصة الدول العربية القادره بذل الجهود والترفع عن الخلافات وتجاوز الماضي لان ضرورة تكتل العرب في قوى منسقة باتت ضرورة وجودية. فهل كثير على الشعب العربي أن يتمنى من قادته الآن الإنخراط في ما يقوي الأمة ويحفظ استقلالية كل دولة، خاصة وأنها أمنية متاحة وممكنة جداً جداً ….‏

من نتائج الحروب ومن أشكالها ما أوصل بعض البلاد العربية إلى حالة كارثية. في لبنان وبعد تفجير المرفأ و سيادة الفساد الذي سرق ودائع الناس يدفع اللبنانيون إلى المجاعة والعتمة والإهمال. وفي سوريا وبعد حرب إرهابية قتلت ودمرت وهجرت يحاصر السوريون في عقوبات اقتصادية ومقاطعة عربية وتلكوء حلفائها فيبقى الشعب السوري يعاني البرد والظلمة وارتفاع الأسعار وانسداد الأفق. كذلك فإن العراق صاحب الثروة البترولية الهائلة، وبسبب الفساد والتدخلات الخارجية، يتسول الكهرباء ويعاني العجز ويعيش العراقيون أسوأ الأحوال. تجاه هذه الأحوال فإن أمنية العرب أن تتنبه الدول العربية القادرة إلى حقيقة أن انهيار هذه الدول سيضعف القوة العربية في مواجهة التوتر الدولي والأمنية الطبيعية أن تقوم بما يسند هذه الدول ويساعدها على استعادة عافيتها ويقويها في مواجهة الحصار الاقتصادي والمعاناة المعاشية. وهذه مسائل تتيحها و تسمح بها حتى العقوبات المفروضة على بعض الدول. والسؤال لماذا لا نرى هبة عربية اقتصادية في حدودها الإنسانية؟؟ وهو تمني شعبي عربي وضرورة استراتيجية في تحصين القوة العربية و تفعيل دور دول مهمة فيها تعاني وتحتاج الدعم والمساندة….
‏بعد عام صعب أنزلق فيه العالم إلى الحرب و انعدام الأمن الغذائي واضطراب سوق الطاقة و تفاقم التضخم واجرام الحصار الاقتصادي وارتفاع أسعار المعيشة الخانق و ازدياد الفساد وانتشاره في الدول الضعيفة. بالفعل هو عام صعب وخانق ومدمر. ونحن ننتقل منه إلى عام جديد يعدنا بتفاقم الصعوبات. نعرف ان أمنياتنا صعبة ولكننا ندرك اكثر أنها ضرورة البقاء والاستمرار ومنع الانهيار ووقف الدمار. هل يسعى اولو الأمر منا إلى تلبية هذه الأمنيات و العمل على إنجاز ضرورات البقاء؟؟؟ أم أننا مستمرون بحالنا المؤلمة و المتفاقمة ..

رغم كل ذلك نتمنى عاماً أقل قسوة،  و ندعو لحكامنا بالحكمة والتوفيق في إنجاز ما يديم أمتنا و يبقي على حضورنا الكريم …. نتمنى فقط !!!!

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى