بين قوسينكتاب الموقع

بانتظار ولادة .. أغنية …. !!

بانتظار ولادة .. أغنية …. !! هناك ثقافة وفكر أفتقدهما كثيراً هذه الأيام .. ثقافة الثورة .. و فكر التغيير ..
الفكر الذي يؤرخ لمرحلة هامة في تاريخ الشعوب وتطورها .. والذي غالباً ما يترافق مع ظهور نخبة من الشعراء والفنانين والكتاب .. يسطروا بكلماتهم أجمل الحالات الوجدانية .. والملاحم الانسانية .. وأكثرها ملامسة للواقع..  لتكون تجربة تستفيد منها باقي الشعوب .. ومرحلة تاريخية مهمة تبني عليها الأجيال اللاحقة أسس بناء المستقبل … !!
الماغوط .. محمود درويش .. نزار قباني .. الرحابنة .. بما قدموه من فن وشعر ومسرح ساهموا بترسيخ القيم والمبادئ التي نشأ عليها جيل كامل تشرب الحلم العربي والقومي .. وحمل القضايا الوطنية على أكتافه …
لقد رسموا ملامح عصر جديد … يبشر بنهوض اجتماعي وفكري … وتحرر فني .. خاصة فيما يخص التعبير عن المرحلة سياسياً .. وعرض واقع حياة المواطن العربي .. من خلال الفن القائم على الكوميديا الساخرة … والشعر المتحرر من قيود
الأنظمة والحكام ..
أفتقد اليوم هذا النوع من الفن الغني بالقيم الانسانية .. وأفتقد الكلمة الساحرة التي تضحكني ودموعي تنهمر من الوجع ..     وليبقى أكثر ما أفتقده هو أغنية وطنية تجمعنا .. بكلمات تهز كياننا ..  ويرتجف لها وجداننا ..
اضمحلال ثقافي وفكري غريب … رغم الأعداد الكبيرة من الكتاب والفنانين ومثقفي العصر .. إلا أنها عجزت عن طرح مشروع ثقافي فني ثوري يرافق ولادة أوطان دفعت دماً ثمناً لحلمها بالحرية والتغيير ..
فالثورة ليست مجرد شعارات ولافتات ومظاهرات .. هي فن قائم بحد ذاته .. فن ينبؤ الى أي مدى تستطيع الثورة أن تحرر المجتمع .. وتطوره  ..
فالثورة الثقافية والفكرية والفنية هي تعبير حقيقي، ومقياس مهم جداً الى أي مدى استطاعت الثورة الشعبية أن تؤثر بشكل إيجابي في تغيير حياة الشعب نحو الأفضل .. والارتقاء بذوقه العام نحو الانفتاح الحقيقي وتقبل الآخر وحرية التعبير ..
وما حالة الجمود الفكري التي نعيشها اليوم إلا انعكاس لحالة التخبط والفوضى التي ما زالت تعيشها شعوبنا العربية .. ويدفع ثمنها المواطن العربي قحطاً فكرياً .. خاصة في ظل ارتفاع وتيرة العنف .. وقرقعة السلاح .. على صوت الانسانية ..
ومنطق العقل .. حيث كنا نجتمع على قضية فلسطين .. على محاربة الفساد .. والرشوة .. كان يجمعنا حلم المواطنة ..
اليوم انقسمنا وصرنا لا نجتمع على أغنية … على كلمة .. لنسأل من يغني وما هو انتماؤه السياسي لنسمع الأغنية أونقاطعها  .. !!
ليصبح فن الثورة هو كمية الأناشيد الطائفية، والدعوات الثأرية الانتقامية، والفيديوهات التحريضية  ….!!!
لأبقى بانتظار أغنية وطنية تجمعنا.. تنبؤ بولادة حقيقية لعصر الحرية  .. !!
وآه يا وطن …

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى