بين قوسينكتاب الموقع

دعيني أكمل عنك … !!

دعيني أكمل عنك … !! سبق وتحدثنا عن نظرتنا الى الغرب .. وكيف نعتبر أنفسنا متفوقين عليه أخلاقياً، باعتبار المجتمع الغربي مجتمع منحل، فارغ دينياً، مدعي إنسانياً .. ولكن لتكتمل الصورة علينا أن نجيب على سؤال مهم آخر، وهو كيف ينظر المجتمع الغربي إلينا نحن من ندعي الفضيلة والأخلاق ؟؟

سؤال سبق وطرحته على صديقة أجنبية عزيزة على قلبي تعيش في بيروت منذ 30 عاماً، وعاينت الحرب الأهلية اللبنانية وتبعاتها الاجتماعية والنفسية والسياسية.. وفعلت ما بوسعها لتبني أسرة مميزة، متوازنة، متماسكة ضمن هذه الظروف والتناقضات ..

ليأتيني جوابها

((هناك الكثير من الكذب والادعاء في المجتمع العربي، وهناك الخوف من الحرية ومن تحرير العقل، وما زالت الانتماءات الطائفية القبلية تحدد العلاقات الاجتماعية والسياسية، لا أستطيع القول أن الغرب ديمقراطي حر، فكل الحكومات بالنتيجة تبحث عن مصالحها، ولكن هناك حد أدنى من احترام عقل الانسان، والذي يستطيع أن يغير رأي حكومته وقرارها، وهذا ما تعجز عنه شعوبكم بسبب حالة الفوضى واللاتنظيم التي تعيشها، إضافة إلى تغليب الانتماءات العائلية والطائفية على الانتماء الوطني والمصلحة الوطنية .. أضف إاليه حالة القلق والاضطراب التي يعيشها الانسان هنا إذا جرب شيئاً جديداً، أو كسر عادة متداولة، فهو يتعرض للمضايقة والاحتقار، كما أن الانسان العربي عاطفي جداً يفضل أن يكسب محبة الناس بالكذب على خسارة عاطفية بسبب الصدق ..!
المجتمع العربي بحاجة إلى قليل من الحرية والديمقراطية وسيحلق لأنكم تملكون طاقات شابة رائعة تفتقدها أوروبا ..
وأنا أشعر بحميمية العلاقات الاجتماعية هنا، رغم أن كثيراً من إشارات الاستفهام تراودني حول مفاهيم حرية الرأي والمرأة عندكم .. ))
لأكمل أنا : (ولكن هناك قابلية كبيرة للتنظيم والانضباط عند العربي عندما يغادر حدود بلدانه، ويعيش في بلد أجنبي فتراه يحترم القانون، وينضبط بالنظام ويلتزم بالقواعد .. فيطبق قانون السير، ويمشي بالدور، ويضع حزام الأمان، ويدفع مستحقاته، وما إلى هناك من أنظمة وقوانين تجعله ينخرط في المجتمع، ويتحول من فوضوي إلى ملتزم ومن نكرة إلى محترم … ومن لا شيء إلى صوت مسموع يساهم بالتغيير وباتخاذ أهم القرارات …
إنه القانون والنظام والعدالة .. عندما يطبق على الجميع، وبصرامة دون مراعاة لولاء أو انتماء، يلتزم به الجميع دون استثناء، وبالتالي الدولة والقانون والنظام هو الذي يحكم المواطن وليس العكس ..
وما يميز الغرب عنا هو النظام واحترام القانون والعدالة والمساواة .. وما يميزنا هي العادات والتقاليد والأعراف والحميمية بالعلاقات ..
وبالتالي اجتماع القانون والعدالة بالمحبة والاحترام ، سيخلق لنا مجتمعاً ملتزماً محترماً، قابلا للتطور والابداع .. وهذا ما نطمح إليه من خلال التغيير الايجابي .. تحويل النظام من نظام فاسد قائم على المحسوبيات والولاءات، إلى نظام عادل قائم على الكفاءات والمقدرات … وعليه نعمل .. )

14.11.2013

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى