بين قوسينكتاب الموقع

ماذا بعد الكيماوي ؟؟

ماذا بعد الكيماوي ؟؟

كلما حاولت أن أكتب مقالاً أسأل نفسي: ما الفكرة التي سأتكلم عنها اليوم ؟؟
فالتكرار استهلك كلماتنا حتى باتت باهتة لا لون فيها ولا نكهة، ونحن نقول لا للحرب نعم للتفاوض .. لا للقتل نعم للحل السياسي .. لا للطائفية نعم للمواطنة ..
نبحث عن جديد  لنتكلم عنه، لاجديد، فما زالت مفرزات العقلية الدكتاتورية العربية العنجهية، تفتك بكلماتنا وأحلامنا ..  رغم ربيع تأملناه عربياً صرفاً، يحمل في طقسه الجميل بذور الحرية والتحرر، لنتفاجأ بسقوط أخلاقي وإنساني عالمي .. فلا أعتقد أن ما يحصل اليوم في البلدان العربية ما زال ربيعاً، فقد انتقلنا الى شتاء أسود طويل، وبالرغم من كثرة الأحداث حولنا، والمفاجآت الصاعقة التي اعتدنا عليها ونستغرب تأخرها أحياناً، إلا أن أحداثنا كلها ما زالت ومنذ 3 سنوات وأكثر تدور في فلك الهم والغم وانتظار حل، وأنا أبحث بالسراج والفتيل عن حدث يبعث على التفاؤل بمستقبل المنطقة ويدعو للأمل ..لأنني وعدت القراء أنني لن أكتب إلا بنفس إيجابي .. لأصفن في أحداث لا تجلب الا الشؤم والكآبة ..!!
فمن أين أستقي أفكاراً متفائلة وأنا أعيش بين حدود اليأس والاحباط .. الذي يضيق علينا حتى ضاقت أنفاسنا من رائحة الكيماوي الذي ضربنا به ..!!!!!!!
من أين أحضر كلمات وردية، وأحلام فستقية، وليال بنفسجية ؟؟؟ وأنا أضع الكمامة على وجهي ووجه أولادي وجيراني. هل أعتبر ما حدث مسخرة إنسانية، أم انحطاطاً أقرب ما يكون الى الهمجية  ..!!
فها هو تاريخ الصراع السوري السوري يبدأ عهداً جديداً ليبدأ تأريخ الأزمة ( ما قبل الكيماوي وما بعد الكيماوي) ..والشعب يتنفس الموت والخراب .. الى متى؟
الكيماوي الذي سارع كل طرف لاتهام الطرف الأخر به .. والذي اكتفى العالم أجمع برفضه وشجبه وتنديده .. بعد أن كان خطاً أحمر لا تقبل به دول العالم كله، أصبح واقعاً، ليصبح الدم السوري هو اللون الأحمر الوحيد الذي يلوث إنسانية العالم
وأخلاقياته ..
لم يعد يهمني من قام بقصف الصواريخ الكيماوية، سواء أكان (حسب ما يحلو لكل وسيلة إعلامية أن تحلل) النظام أم أحد الكتائب المسلحة العاملة تحت أحد اليافطات الإسلامية أم أطراف ثالثة وخامسة وعاشرة. المهم أن هناك شعباً تجري إبادته
وهناك عالم يتقاعس عن إيجاد حل وفرضه، أو بالأحرى لا يرغب بفرض حل سياسي يوقف هذه المهازل والعنف والقتل، لأنه يريد تدميراً ذاتياً وممنهجاً لسوريا بيد أبنائها، وتحويلها لسوق مفتوحة لتصريف السلاح وتصريف الفكر المتطرف الجهادي .. مما يعني سقوط كل الخطوط الحمر .. وعدم وجود أي خط أحمر يحرك الضمير الانساني العالمي لايقاف هذه المهزلة الانسانية …!!
ليبقى السؤال ماذا بعد الكيماوي .. ؟؟!!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى