شرفات

دورة السيناريو ، ومركز إشراق

دورة السيناريو ، ومركز إشراق… لم أشعر في كل المرّات التي عملت فيها مدرباً للزملاء المستجدين في الإعلام سواء في إعداد البرامج التلفزيونية أو الأفلام الوثائقية أو حتى في تحرير الخبر أنني أستاذ. كنت أعتقد أن من واجبي أن أكون زميلاً لهم، أنقل لهم خبرتي العملية بأفضل الطرق، ولذلك نجحت أكثر مهماتي واكتسبت صداقات كثيرة معهم، ومن محاسن الصدف أن بعضهم أصبحوا معروفين ومنهم من تولى مواقع هامة.

قبل أيام انتهت الدورة التي أقامها مركز إشراق حول (كتابة السيناريو)، وقمت بالدور المناط بي، وكنت متهيباً من المسألة، لسببين أولهما أنني لا أعرف سوية المتدربين، وثانيهما، أن كتابة السيناريو، هي موهبة تحتاج إلى قواعد، وما أدراني أن مواهب المشاركين قادرة على إنجاح الدورة .

تعرفت في البداية على أقسام مركز إشراق للتأهيل الإعلامي في جامعة بلاد الشام (bauk)، وسألت عن إمكانات المركز، فإذا به مركز متطور، وضع كل احتياجات التدريب بخدمة الدورات (المدربين والمتدربين)، وفيه أكبر استوديو للتدريب الإعلامي في سورية وتقوم وزارة الإعلام بتصديق الشهادات التي تصدر عنه .

أعطتني هذه المعلومات ثقة كبيرة في نجاح المهمة التي أقوم فيها، وبالفعل شرعت بتطبيق طريقة الزمالة في العمل، والهروب من الأستذة والإملاء، والاتكاء على الحوار والتدرب العملي، وعندما انتهت الدورة فوجئت بنتائج نوعية أراحتني، فما أردت وصوله إلى المتدربين وصل بيسر، وما أرده المتدربون من الدورة أنجزوه في نتائج وصلتني تباعا، فإذا هي تضاهي كثير من النصوص المهنية الموجودة عندي نتيجة البحث التراكمي الذي قمت به للسيناريو السينمائي والسيناريو التلفزيوني ، وأصدرت فيه ثلاثة كتب متتالية .

اللافت في هذه التجربة هو آلية العمل التي يتبعها مركز إشراق في التعامل مع مشروعه الإعلامي، فهو يركز تلقائيا على احترم أطراف العملية التدريبية، وهي مسألة ضرورية في المراكز المتخصصة بالتدريب ، فثمة طاقم عمل لخدمة المتدرب والمدرب معا ، يؤمن كل المستلزمات التي تحتاجها العملية دون تلكؤ من تنزيل النصوص إلى طباعتها إلى تحميل الأفلام إلى عرضها إلى حل المشكلات الفنية الطارئة إلى مشكلة الإنارة والتبريد في ظروف انقطاع الكهرباء .

وبعد أن قطعت الدورة أياما معدودة، لجأت إدارة المركز إلى توزيع استمارات على المتدربين لتقييم المدرب ومنهج عمله وسويته ، وطلبت منهم تسجيل الملاحظات الكبيرة والصغيرة، ثم نقلتها إلي باحترام، فتعرفت على آراء المتدربين، وقمت بالتعاطي مع ملاحظاتهم .

واللافت في المسألة أيضاً، هو الهدف من هذه الخدمة الإعلامية، حيث لم تشكل أعباء مالية على المتدربين، ولم تبخل على المدرب، وكأن المشروع في طبيعته هو الاستثمار المهني وليس الاستثمار المالي ، وهذه المسألة على غاية الأهمية في تشكيل الخبرات الوطنية .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى