بين قوسين

ما هو عيد القيامة

جولي الياس خوري

ما هو عيد القيامة..ببساطة !!!!

سألتني صديقتي من دين آخر ماهو العيد الآن بالنسبة لكم ..

أجبتها ببساطة وبطريقتي انه رمزية الحياة ما بعد الموت .. فالله الذي يحب البشر والذي هو أب لهم ارسل ابنه ليخبرنا معنى الحب والتضحية والعطاء والقبول والرضى والقناعة والاحترام والانسانية وكل ماهو خير لنا.. حاول أن يعلمنا الصدق .. والحب الحقيقي .. لنتشارك معه محبة الناس والحياة .. لنعيش كلنا معا بفرح وسلام ..

ولكن الشر الموجود في قلب الانسان والغيرة والحسد والحقد،  الطمع والسلطة والسيطرة رفضت الافكار الانسانية والخيّرة .. وحاربتها وقتلتها بصلب المسيح وتعذيبه كونه رمزا للخير والعطاء والحب .. لتقتل معه كل رغبة عند الانسان وكل امل بالتحرر والحرية والأمل ولتقمع عند الانسان اي رغبة بالمطالبة بحقه بحياة كريمة عادلة .. من خلال اعطاء رسائل واضحة بالقمع والتعذيب والرفض لكل من يتجرأ على مخالفة السلطة وتحرير العقل البشري من قيود القمع والخوف ..

ورغم قوة السلطة وخوفها من قوة الخير الا ان المسيح استطاع من القيامة من القبر والذي هو رمز الظلام والموت .. فالمسيح رمز الحب والخير استطاع ان يهزم الموت ويبشر بالأمل وبحياة جديدة بعد الموت ..

هذا مختصر شديد لمعنى القيامة .. والدين المسيحي وكل الطقوس والرموز تعيد هذا الأمل لقلوب المؤمنين المتعطشين للأمل والفرح وأن الخير لا بد أن ينتصر … فالدين بكل اشكاله ، هو رمزية الخير والحب، والطقوس التي يمارسها اتباع أي دين كل عام ، هي تذكير بمبادئ هذا الدين ومحاولة لممارسة تعاليمه ضمن نطاق انساني يرفع من اخلاق الناس ويزيدها قناعة ورضى وقبول..

ورغم كل المحاولات عبر التاريخ لامتطاء الدين وتشويه تعاليمه ..  وتحويل مجراه الى سلاح لمحاربة الاخر وقتله لمجرد مخالفته واختلافه .. مازال الكثير يؤمن ويمارس الطقوس .. ويعتبر هذه التعاليم والايمان هو الطريق للتعزية والخلاص ..

اعتقد وبرأيي الشخصي اننا بحاجة للحفاظ على جوهر الدين قدر المستطاع دون تشويه لنحافظ على جوهر الانسانية المنساق في غياهب العالم المادي المجرد من العواطف والانسانية .. و لنحافظ على ما تبقى من الانسان.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى